تشهد الولايات المتحدة الأميركية واحدة من أكثر أزماتها السياسية حرجًا في السنوات الأخيرة. فقد دخل الإغلاق الفيدرالي يومه السادس دون أي اتفاق بين الكونغرس والإدارة الأميركية.
وبسبب ذلك، أصيبت مؤسسات الدولة بالشلل الجزئي، كما تأجلت آلاف الرحلات الجوية في البلاد، وفق ما نقلته شبكات CBS News ورويترز.
خلافات عميقة حول الموازنة
تعود الأزمة إلى خلافات حادة حول الموازنة الفيدرالية وتمويل برامج اجتماعية وعسكرية. بالإضافة إلى ذلك، يتبادل الحزبان الجمهوري والديمقراطي الاتهامات بشأن الطرف المسؤول عن الشلل.
في المقابل، يرى محللون أن هذه المواجهة تعكس انقسامًا مؤسسيًا داخل النظام الأميركي، حيث يصعب تمرير القوانين في ظل الاستقطاب الحزبي.
تأثير مباشر على حياة المواطنين
بدأت آثار الإغلاق تظهر بوضوح. إذ تأخرت رواتب موظفين حكوميين، وتوقفت بعض الخدمات العامة الحيوية مؤقتًا.
علاوة على ذلك، أدى توقف التمويل إلى ارتباك واسع في حركة النقل، وتأجيل العديد من الرحلات الجوية الداخلية.
ورغم هذه الفوضى، ما تزال القاعدة الانتخابية للرئيس السابق دونالد ترامب متماسكة. فهي تُحمّل الديمقراطيين مسؤولية الأزمة، وفق تقارير إعلامية أميركية.
دعم شعبي متزايد لترامب
بحسب تحليل نشرته وكالة رويترز، يرى كثير من الناخبين في الولايات الجنوبية والريفية أن الإغلاق “خطوة ضرورية لإعادة ضبط أولويات الحكومة”.
كما يعتبر هؤلاء أن تقليص الإنفاق أهم من استمرار الخدمات مؤقتًا. لذلك، يرون في الأزمة وسيلة لتعزيز الموقف الجمهوري أمام الديمقراطيين.
ومن ثم، يبرز هذا الموقف ثبات ولاء القاعدة الشعبية لترامب، رغم التوتر الاقتصادي والاجتماعي المتزايد.
تداعيات اقتصادية خطيرة
تُحذّر الدوائر الاقتصادية من أن استمرار الإغلاق لعدة أيام أخرى قد يكلف الاقتصاد الأميركي أكثر من مليار دولار يوميًا.
ويعود ذلك إلى توقف الإنفاق الحكومي وتعطل النقل العام وتراجع الإنتاجية في القطاعات الرسمية.
وبالإضافة إلى ذلك، يخشى الخبراء من أن يتراجع النمو في الربع الأخير من العام إذا استمر الجمود السياسي.
تحليل جريدة أخبار الكويت
تُظهر الأزمة الحالية أن الانقسام السياسي الأميركي أصبح عميقًا ومتجذرًا. إذ باتت الاعتبارات الحزبية تطغى على المصلحة الوطنية.
بالإضافة إلى ذلك، يعكس ثبات مؤيدي ترامب أن البلاد تتجه نحو استقطاب أشد قبل الانتخابات المقبلة.
ومع استمرار تبادل الاتهامات بين الحزبين، يزداد القلق بشأن قدرة النظام الديمقراطي الأميركي على تجاوز أزماته الداخلية.
في النهاية، يبدو أن الإغلاق الفيدرالي لا يتعلق فقط بالموازنة، بل هو صراع حول هوية الدولة وأولوياتها في المرحلة المقبلة.

