في إجراء طارئ مؤقت، قرّرت وكالة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA) خفض عدد الرحلات اليومية بنسبة تصل إلى 10% في نحو 40 مطاراً رئيسياً داخل الولايات المتحدة. يبدأ القرار هذا الأسبوع، بسبب نقص الموظفين وزيادة الضغط على الحركة الجوية.
أسباب القرار
قالت الوكالة إن القرار جاء بعد مراجعة شاملة لحالة أبراج المراقبة الجوية وعدد العاملين فيها.
كما شمل التقييم مطارات كبرى مثل نيويورك، أتلانتا، شيكاغو، لوس أنجلوس، وسان فرانسيسكو.
وتهدف الهيئة إلى منع الفوضى التشغيلية خلال موسم العطلات.
أوضح المتحدث الرسمي أن الوكالة ستحتفظ بالرحلات الضرورية والإنسانية دون تغيير.
وأضاف أن فرق التنسيق تعمل مع شركات الطيران لضبط الجداول الجديدة بما يقلل الإزعاج للمسافرين.
تداعيات القرار على المسافرين
يرى خبراء الطيران أن تقليص عدد الرحلات قد يرفع أسعار التذاكر مؤقتاً، لأن الطلب سيبقى مرتفعاً بينما ينخفض العرض.
بالإضافة إلى ذلك، حذّرت جمعيات المسافرين من احتمال تأخر الرحلات الدولية المتصلة بالولايات المتحدة، مما قد يؤثر على حركة السفر العالمية.
من ناحية أخرى، أكدت مصادر في قطاع الطيران الكويتي أن الاضطرابات في المطارات الأمريكية الكبرى قد تمسّ المسافرين الخليجيين،
خصوصاً من يستخدمون تلك المطارات كنقاط ترانزيت نحو كندا، الكاريبي، أو أمريكا اللاتينية.
نتيجةً لذلك، بدأت بعض الشركات الخليجية تقييم خيارات بديلة لتفادي أي تأخير محتمل.
تأثير القرار على الشحن الجوي
إلى جانب حركة الركاب، سيتأثر قطاع الشحن الجوي جزئياً بالقرار.
فانخفاض الرحلات يعني تراجع السعة المخصصة للبضائع الحساسة زمنياً، مثل الأدوية والإلكترونيات.
لذلك، يتوقع الخبراء ارتفاع أسعار النقل الجوي الدولي خلال الأسابيع المقبلة.
علاوة على ذلك، تتابع الأسواق الخليجية الوضع عن كثب، لأن أي تأخير في الشحن الأمريكي قد يؤثر على سلاسل الإمداد في المنطقة.
خطة التوظيف والتحديث
تسعى وكالة الطيران الفيدرالية الأمريكية إلى توظيف مئات المراقبين الجويين الجدد.
كما تعمل على تسريع برامج التدريب لاستعادة القدرة التشغيلية الكاملة بحلول منتصف عام 2026.
بالإضافة إلى ذلك، تدرس الوكالة استخدام أنظمة ذكاء اصطناعي في مراقبة بعض المسارات الجوية، لتخفيف الضغط عن العنصر البشري وضمان استمرارية الخدمة.
في المقابل، تتعاون FAA مع شركات التكنولوجيا الدفاعية لتطوير أنظمة مراقبة ذكية تساعد على إدارة الأجواء المزدحمة بكفاءة أكبر.
تحدي إدارة الطيران العالمي
يأتي هذا القرار في وقت يشهد فيه قطاع الطيران العالمي تعافياً تدريجياً بعد جائحة كورونا.
ويرى المحللون أن نجاح الولايات المتحدة في تجاوز الأزمة سيقدّم نموذجاً عالمياً لإدارة التوازن بين السلامة التشغيلية والنمو الاقتصادي.
نتيجةً لذلك، تعتبر هذه التجربة اختباراً لقدرة الدول الكبرى على حماية مصالح المسافرين مع ضمان استقرار قطاع الطيران الدولي.
