في مقابلةٍ أثارت جدلاً واسعًا على قناة MSNBC، شنّ جوناثان غرينبلات، الرئيس التنفيذي لـ”منظمة مكافحة التشهير” (ADL)، هجومًا مباشرًا على زهران ممداني، العمدة المنتخب لمدينة نيويورك.
وأكد غرينبلات أنه يشعر بقلقٍ بالغ من فوز ممداني، مشيرًا إلى ما وصفه بـ”ارتباطات مثيرة للجدل” مع شخصيات معادية للسامية.
وأوضح أن منظمته ستتولى “حماية المجتمع اليهودي”، مضيفًا أن “اليهود في نيويورك لن يعيشوا في بيئة تهدد أمنهم”.
آلية “مراقب ممداني” تثير الجدل
بالإضافة إلى تصريحاته المثيرة، أعلن غرينبلات عن إنشاء آلية جديدة سماها “مراقب ممداني” (Mamdani Monitor)، تهدف إلى متابعة قرارات العمدة المنتخب وسياساته بدقة.
وعلى الرغم من أن غرينبلات وصفها بأنها “أداة رقابية شفافة”، إلا أن كثيرين اعتبروا هذه المبادرة تهديدًا مبطنًا ومحاولة لتقييد تحركات ممداني منذ اليوم الأول.
في المقابل، رأى محللون أن هذه الخطوة تمثل ضغطًا سياسيًا منظمًا يهدف إلى الحد من نفوذ ممداني داخل المؤسسات المحلية، خاصةً مع مواقفه المعروفة بدعم الحقوق الفلسطينية.
ردود فعل غاضبة ومواقف متباينة
لم يتأخر الرد على تصريحات غرينبلات.
فقد اعتبر مراقبون أن ما قاله يشكّل تحريضًا سياسيًا مبكرًا ضد الإدارة الجديدة في نيويورك.
وفي المقابل، رأى آخرون أن حديثه يعكس “تحذيرًا مشروعًا” من مخاطر محتملة على التوازن الاجتماعي في المدينة.
أوضح محللون أن بعض الجهات تستخدم مصطلحات مثل “العداء للسامية” كأداة لإسكات الأصوات المنتقدة لإسرائيل، بدلًا من مواجهة الخطاب العنصري الحقيقي.
ممداني يرد عبر مقربين منه
ورغم أن ممداني لم يُصدر ردًا رسميًا على الهجوم، إلا أن مقربين منه أكدوا أنه ملتزم بالعدالة والمساواة بين جميع مكونات المدينة.
شدد المسؤولون على أن “استخدام الدين أو العرق كسلاح سياسي أمرٌ مرفوض”، وأكدوا أن الإدارة الجديدة تسعى لبناء مناخ تسامحٍ شامل يحترم الجميع.
وبذلك، حاول الفريق المحيط بممداني تهدئة الجدل دون الدخول في مواجهةٍ إعلامية مباشرة قد تؤجج الانقسام.
سباق النفوذ في نيويورك
علاوة على ذلك، يرى محللون أن المقابلة لم تكن مجرد حدثٍ إعلامي، بل رسالة سياسية واضحة تعكس الصراع المتصاعد على النفوذ داخل نيويورك.
يمثل ممداني التنوع الديني والثقافي في المدينة، ويركز على تحقيق العدالة الاجتماعية ودعم الفئات المهمشة.
ومن جهة أخرى، تحاول شخصيات مثل غرينبلات الحفاظ على النفوذ التقليدي الذي سيطر على السياسة المحلية لعقود.
وبعد ذلك، تحوّل الجدل إلى محور أوسع يناقش حدود حرية التعبير في مواجهة الاعتبارات الدينية والعرقية في الولايات المتحدة.
بين التحذير والحرية
في النهاية، يجد زهران ممداني نفسه أمام مواجهة رمزية شديدة الحساسية.
فهو يحاول الموازنة بين الدفاع عن حرية التعبير وبين تجنب صدامٍ مباشر مع جماعات الضغط النافذة.
لذلك، يرى بعض المراقبين أن تصريح غرينبلات يشكّل بداية اختبارٍ سياسي مبكر للإدارة الجديدة في نيويورك.
وبينما يطالب البعض بالتهدئة، يدعو آخرون إلى مواجهة الخطابات التي تحاول ربط النقد السياسي بالدين أو الهوية.
نتيجةً لذلك، يبدو أن النقاش حول ممداني سيتجاوز حدود نيويورك ليصبح قضية وطنية تمس جوهر التعددية في المجتمع الأمريكي.
