الأربعاء - 2025/11/19 2:16:14 مساءً

NE

News Elementor

هذا الموقع بــرعاية

ماريا كورينا بين نوبل للسلام ودعوات التصعيد في فنزويلا

محتوي الخبر

في مفارقةٍ أثارت جدلًا واسعًا داخل الأوساط السياسية والإعلامية، أعلنت زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو، الحائزة على جائزة نوبل للسلام لعام 2025، أن “التصعيد الأمريكي هو السبيل الوحيد لتحرير فنزويلا من نظام نيكولاس مادورو”.
وقد جاءت تصريحاتها خلال مقابلةٍ مع وكالة بلومبرغ بعد أسابيع قليلة من تكريمها كرمزٍ للنضال السلمي والديمقراطي، ما دفع المراقبين إلى اتهامها بالتناقض بين خطابها السياسي ورسالة الجائزة التي نالتها.

تناقض بين جائزة السلام وخطاب التصعيد

رغم أن كورينا وصفت الجائزة بأنها “رسالة أمل وسلام”، فإن حديثها الأخير أظهر نبرةً تصعيدية واضحة.
فقد أكدت أن العقوبات والضغوط الدولية، وربما التدخلات العسكرية غير المباشرة، تشكّل أدوات ضرورية لإسقاط النظام القائم في كراكاس.
وبالإضافة إلى ذلك، شددت على أن “الحلول الدبلوماسية لم تعد قادرة على إنهاء الأزمة الحالية”، مطالبةً واشنطن وحلفاءها بالتحرك بسرعة.
وهكذا، يرى كثيرون أن كورينا نقلت خطابها من الدعوة للسلم إلى الدعوة للمواجهة.

كورينا: “أعيش متخفية بعد اتهامي بالإرهاب”

أوضحت ماريا كورينا أنها “تعيش متخفية بعد أن اتهمها النظام بالإرهاب”، مؤكدةً أن الأوضاع الأمنية في فنزويلا ازدادت سوءًا.
كما صرّحت بأن المعارضة جاهزة لتولّي الحكم فور سقوط مادورو، مشيرةً إلى أن المرحلة المقبلة قد تحدد مستقبل البلاد.
ومن ناحية أخرى، حذّر محللون من أن هذه التصريحات قد تفتح الباب أمام مرحلة سياسية مضطربة، خصوصًا في ظل الأزمة الاقتصادية الحادة ونزيف الهجرة المستمر نحو الدول المجاورة.

ازدواجية الخطاب الغربي

يرى عدد من المراقبين أن الغرب يمارس ازدواجية واضحة في مواقفه السياسية.
ففي الوقت الذي يمنح فيه جائزة نوبل لشخصيةٍ تدعو إلى التصعيد، يطالب أطرافًا أخرى بالتهدئة وضبط النفس.
علاوة على ذلك، أشار بعض الخبراء إلى أن هذا التوجه يعكس تحولًا في مفهوم “السلام” ذاته، حيث يستخدم الغرب أدوات العقوبات والضغوط الاقتصادية تحت غطاءٍ إنساني.
ويرى هؤلاء أن الشعب الفنزويلي يدفع الثمن الأكبر من خلال تدهور الخدمات الأساسية، ونقص المواد الغذائية والدواء.

تصاعد القلق الدولي

من جهةٍ أخرى، واصلت واشنطن فرض عقوبات جديدة على حكومة مادورو.
إلا أن العديد من المنظمات الدولية حذّرت من أن أي تصعيد إضافي سيزيد من معاناة الفنزويليين.
ولذلك، طالبت عدة أطرافٍ دولية باستئناف الحوار السياسي بين الحكومة والمعارضة، مشددةً على أن “السلام لا يتحقق بالعقوبات بل بالتفاهم”.
كما حثت دول أمريكا اللاتينية الطرفين على التزام الحلول السلمية لتجنب تفكك الدولة أو انزلاقها نحو الفوضى.

بين جائزة السلام وسياسة التصعيد

في ختام تصريحاتها، حاولت ماريا كورينا التوفيق بين رسالتها كحاصلة على جائزة نوبل للسلام وبين مواقفها الداعية إلى الضغط الدولي.
لكنّ مراقبين يرون أن هذا المزيج يعكس أزمة الثقة في الخطاب المعارض الفنزويلي، خاصةً مع تزايد الشكوك حول نوايا التدخل الخارجي في الشأن المحلي.
وبينما يراهن بعض أنصارها على الدعم الأمريكي لإحداث التغيير، يرى آخرون أن الحل الحقيقي يكمن في سلامٍ داخلي وحوارٍ وطني شامل.
وبالتالي، يظل السؤال قائمًا: هل تستطيع فنزويلا أن تتحرر بالتصعيد أم بالسلام؟

الاكثر قراءة

اشترك معنا

برعايـــة

حقوق النشر محفوظة لـ أخبار الكويت © 2025
تم تصميمه و تطويره بواسطة

www.enogeek.com