تشهد الحدود بين الصين وميانمار تطورات ميدانية متسارعة، أثارت اهتمام الأوساط السياسية والإعلامية في آسيا. وتعمل الأطراف كافة على تجنب اتساع رقعة التوتر، للحفاظ على استقرار جنوب شرق آسيا الذي يُعد ممرًا حيويًا للتجارة الدولية.
اشتباكات متجددة شمال ميانمار
تجددت الاشتباكات في شمال ميانمار بين الجيش الحكومي والجماعات المسلحة، ما انعكس مباشرة على المناطق الحدودية مع الصين.
ودعت بكين إلى ضبط النفس والحوار السياسي، مؤكدة أن استقرار ميانمار يخدم مصالح جميع شعوب المنطقة. كما شددت على ضرورة الحل السلمي لتفادي تفاقم الأوضاع الميدانية.
الموقف الصيني الرسمي
أكدت وزارة الخارجية الصينية أن بلادها تتابع الوضع عن قرب وتدعم أي جهد لتحقيق السلام الدائم في ميانمار عبر الحلول الدبلوماسية.
وأوضحت أن بكين تتمسك بمبدأ احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
كما شددت على أن الحوار الوطني والمصالحة هما الطريق لضمان التنمية والاستقرار في المنطقة.
الموقف الأمريكي ومخاوف التمدد الصيني
من جهة أخرى، تحدثت دوائر سياسية أميركية مقربة من الرئيس السابق دونالد ترامب عن ضرورة مراقبة التمدد الصيني في جنوب شرق آسيا.
ومع ذلك، لم تُشر واشنطن إلى نية للتدخل المباشر، بل تتابع التطورات من منظور استراتيجي يهدف إلى حماية التوازن الإقليمي في المحيطين الهندي والهادئ.
ويرى محللون أن الولايات المتحدة تكتفي بالمراقبة السياسية والدبلوماسية لتجنب مواجهة مع الصين.
المصالح الاقتصادية الصينية
تسعى الصين إلى حماية مصالحها الاقتصادية ومشاريعها في مبادرة الحزام والطريق، خصوصًا الممرات التي تمر عبر ميانمار نحو خليج البنغال.
وتفضل بكين الحلول الهادئة والتعاون الإقليمي بدلًا من التصعيد، لأنها تدرك أن أي اضطراب في ميانمار قد يضر بسلاسل الإمداد والتجارة الإقليمية.
اتصالات دبلوماسية مستمرة
تجري اتصالات دبلوماسية مكثفة بين الصين وميانمار عبر قنوات رسمية وغير رسمية لضمان استمرار الهدوء الحدودي.
وأكدت مصادر آسيوية أن العلاقات بين البلدين تاريخية واقتصادية عميقة، تتجاوز الظرف الأمني الحالي.
وتحاول بكين الحفاظ على توازن بين حماية حدودها ودعم استقرار جارتها الاستراتيجية.
توازن المصالح الإقليمية
يرى خبراء أن ما يحدث ليس مواجهة مباشرة بل اختبار لتوازن القوى في آسيا.
فالصين تسعى إلى استقرار حدودها الجنوبية، بينما تراقب الولايات المتحدة التطورات استعدادًا لإعادة صياغة سياستها الآسيوية.
وتؤكد التقارير أن ميانمار تحولت إلى ساحة اختبار جديدة للعلاقات بين القوى الكبرى.
الحل السياسي هو المخرج الوحيد
تجمع جميع الأطراف على أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة.
وتؤمن الصين بأن الحوار الوطني والمصالحة الشاملة كفيلان بتحقيق الاستقرار الدائم.
ويرى مراقبون أن أي تصعيد جديد سيهدد الاستقرار الإقليمي والممرات التجارية الحيوية في جنوب شرق آسيا.

								
								
								
								
                
                                                                    
                                                                    
                                                                    
                                                                    
														
														
														
														
								
					
					
					