في خطوة تعكس متانة العلاقات بين الكويت والصين، عقدت في قصر بيان اليوم مباحثات رسمية برئاسة سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد ونائب الرئيس الصيني هان تشنغ.
وجاءت هذه المباحثات في إطار السعي إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وتوسيع التعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية.
العلاقات التاريخية بين الكويت والصين
خلال اللقاء، تم استعراض العلاقات التاريخية الراسخة التي تجمع دولة الكويت وجمهورية الصين الشعبية.
كما جرى التأكيد على أهمية تطوير الشراكة القائمة بما يخدم المصالح المشتركة بين البلدين والشعبين الصديقين.
كما أن الجانبين شددا على ضرورة توسيع أطر العمل المشترك في مختلف القطاعات، مثل الطاقة، والنقل، والاستثمار، والبنية التحتية.
وأكد المسؤولون أهمية الاستفادة من فرص مبادرة “الحزام والطريق” لتعزيز الترابط الإقليمي.
مناقشة القضايا الإقليمية والدولية
وفي سياق متصل، تناولت المباحثات أبرز القضايا ذات الاهتمام المشترك، إلى جانب آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.
على سبيل المثال، جرى تبادل وجهات النظر حول قضايا الأمن الإقليمي، وأهمية دعم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
كما بحث الجانبان سبل التعاون في مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية وتعزيز الأمن الغذائي والطاقة.
نتيجةً لذلك، ساد المباحثات جو ودي يعكس روح التفاهم والصداقة التي تميز العلاقات بين الكويت والصين، مما يؤكد رغبة الجانبين الصادقة في تطوير التعاون الثنائي.
الحضور الكويتي والصيني في المباحثات
من الجانب الكويتي، حضر المباحثات كلٌّ من رئيس ديوان سمو ولي العهد الشيخ ثامر جابر الأحمد الصباح، ووزير الخارجية عبدالله علي اليحيا، ووزير الأشغال العامة ورئيس بعثة الشرف المرافقة الدكتورة نورة محمد المشعان، ووزير الدولة لشؤون البلدية ووزير الدولة لشؤون الإسكان عبداللطيف حامد المشاري.
بالإضافة إلى ذلك، شارك وزير الكهرباء والماء والطاقة المتجددة ووزير المالية ووزير الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار بالوكالة الدكتور صبيح عبدالعزيز المخيزيم، ومدير عام هيئة تشجيع الاستثمار المباشر الشيخ الدكتور مشعل جابر الأحمد الصباح، والعضو المنتدب للهيئة العامة للاستثمار الشيخ سعود سالم عبدالعزيز الصباح إلى جانب كبار المسؤولين.
ضم الوفد الصيني نائب رئيس لجنة التنمية والإصلاح وانغ تشانغلين، ونائب وزير النقل شو تشنغقوانغ، ومبعوث الشرق الأوسط تشاي جيون، ومساعد وزير التجارة يوان شياو مينغ، وعددًا من كبار المسؤولين.
وبالتالي، عكست المشاركة الرفيعة المستوى من الطرفين حرص البلدين على تعزيز أواصر التعاون المشترك في جميع المجالات.
نحو شراكة تنموية شاملة
علاوة على ما سبق، أكدت المباحثات التزام الجانبين بمواصلة التنسيق المشترك في مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
كما شدد الجانبان على أهمية تنمية التعاون الاقتصادي والاستثماري، خاصة في مجالات الطاقة النظيفة، والتكنولوجيا، والبنية التحتية.
وبهذا، تسعى الكويت والصين إلى تأسيس نموذج متوازن للشراكة الشاملة يقوم على المصالح المشتركة والتنمية المستدامة.
ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة زيادة في الاستثمارات الثنائية ومشاريع التعاون التي تدعم النمو الاقتصادي في البلدين.
الخاتمة
في الختام، تمثل هذه المباحثات نقطة انطلاق جديدة نحو توثيق العلاقات الكويتية – الصينية، وتعكس الإرادة السياسية المشتركة لتطوير التعاون في مختلف المجالات.
لذلك، يؤكد اتفاق قصر بيان اليوم أن العلاقات بين البلدين تتجه بثبات نحو شراكة أعمق وأكثر تكاملًا، تعزز دورهما في دعم الاستقرار والتنمية إقليميًا ودوليًا.

