الثلاثاء - 2025/10/28 1:31:55 صباحًا

NE

News Elementor

هذا الموقع بــرعاية

القطب الشمالي… صراع الكاسحات وثروات القرن الحادي والعشرين

محتوي الخبر

يشهد القطب الشمالي تحولًا متسارعًا من منطقة نائية مجمّدة إلى ساحة تنافس عالمي مفتوح. تتقاطع فيها المصالح الاقتصادية والعسكرية بين الولايات المتحدة والصين وروسيا، بينما تدخل كندا وفنلندا المشهد عبر تحالفات جديدة.
وبذلك، يتشكل سباق استراتيجي جديد على واحدة من أغنى مناطق العالم بالموارد الطبيعية، حيث تتحول المنطقة القطبية إلى محور للنفوذ الدولي في القرن الحادي والعشرين.

القلق الأميركي

من جهة أخرى، تواجه الولايات المتحدة تحديات كبيرة في الحفاظ على نفوذها القطبي، رغم خبرتها الطويلة في العمل بالمناطق المتجمدة.
فهي تعتمد فقط على سفينتين رئيسيتين: Polar Star القديمة وHealy للأبحاث، بينما يواجه مشروع “Polar Security Cutter” لتحديث الأسطول تأخيرات متكررة.
بالإضافة إلى ذلك، حذّر الإعلام الأميركي من أن هذا النقص العددي في كاسحات الجليد يترك المجال مفتوحًا أمام منافسين يتحركون بسرعة أكبر.
ولذلك، يرى مراقبون أن واشنطن مطالبة بتسريع تحديث أسطولها إذا أرادت الحفاظ على موقعها القيادي في الشمال المتجمد.

الطموح الصيني

في المقابل، تواصل الصين بناء حضور متنامٍ في القطب الشمالي، رغم أنها ليست دولة قطبية.
تمتلك بكين كاسحتي الجليد Xue Long وXue Long 2، كما تعمل على تطوير أول كاسحة تعمل بالطاقة النووية.
علاوة على ذلك، تقدّم وسائل الإعلام الصينية هذا النشاط ضمن مشروع “طريق الحرير القطبي”، الذي يهدف إلى ربط آسيا بأوروبا عبر ممرات بحرية أقصر وأكثر أمانًا.
ومع أن الصين تبرر خطواتها باعتبارات علمية وبحثية، إلا أن تحركاتها تكشف طموحًا جيوسياسيًا واضحًا لتعزيز نفوذها في الممرات البحرية الجديدة.

شراكة القطب بين روسيا والصين

على الصعيد الروسي–الصيني، اتفقت موسكو وبكين على تنفيذ مشروع ضخم للتنقيب عن الموارد الطبيعية.
وبموجب الاتفاق، تحصل روسيا على 70% من العوائد مقابل 30% للصين، مع تولي شركات صينية مهام الاستكشاف والتنقيب.
نتيجةً لذلك، تمكّنت روسيا من تجاوز بعض العقوبات الغربية، بينما ضمنت الصين مصدرًا مستقرًا للطاقة.
كما أن هذا التعاون يعزز موقع البلدين في مواجهة الضغوط الغربية ويمنحهما نفوذًا مشتركًا في إدارة الثروات القطبية.

“ICE Pact” … التحالف الغربي المضاد

في المقابل، لم تقف واشنطن مكتوفة الأيدي أمام التوسع الروسي–الصيني.
فقد أعلنت الولايات المتحدة عن تحالف جديد مع كندا وفنلندا تحت مسمى “ICE Pact” (اتفاق الجليد).
يهدف هذا التحالف إلى تعزيز القدرات القطبية في مجالات كاسحات الجليد، حماية الممرات البحرية، وتطوير الأبحاث المناخية والطاقة.
وبالإضافة إلى ذلك، يُنظر إلى هذا التحالف كخطوة استراتيجية لإعادة رسم خطوط النفوذ في القطب الشمالي وموازنة النفوذ الشرقي المتصاعد.

ثروات القطب ومفاتيح القرن الجديد

تقدّر هيئة المسح الجيولوجي الأميركية أن القطب الشمالي يحتوي على نحو 13% من احتياطيات النفط غير المكتشفة عالميًا و30% من الغاز الطبيعي، إلى جانب معادن استراتيجية ومصايد بحرية ضخمة.
وبسبب ذوبان الجليد وفتح الممرات البحرية الجديدة، تتحول هذه الثروات إلى جائزة استراتيجية تتنافس عليها القوى الكبرى.
ولذلك، يرى الخبراء أن السيطرة على القطب الشمالي تعني امتلاك مفتاح القوة الاقتصادية والعسكرية للقرن الحادي والعشرين، حيث تلتقي الطاقة والملاحة والمعادن في نقطة واحدة تُعيد تشكيل مستقبل العالم.

الاكثر قراءة

اشترك معنا

برعايـــة

حقوق النشر محفوظة لـ أخبار الكويت © 2025
تم تصميمه و تطويره بواسطة

www.enogeek.com