اختبار ناجح لصاروخ بوريفيستنيك الروسي
أعلنت وزارة الدفاع الروسية يوم 21 أكتوبر أن جيشها اختبر صاروخ بوريفيستنيك الجديد بنجاح.
وخلال التجربة، حلق الصاروخ لمدة قاربت 15 ساعة وقطع مسافة تقارب 14 ألف كيلومتر قبل أن يهبط بسلام.
في الواقع، يرى الخبراء أن هذا الإنجاز يعكس تقدماً كبيراً في تكنولوجيا الصواريخ الروسية. علاوة على ذلك، يشير الحدث إلى أن موسكو تواصل تعزيز قدراتها العسكرية رغم التوترات مع الغرب. ومن ناحية أخرى، يربط محللون هذا التطور بمحاولة روسيا فرض معادلة ردع جديدة في المشهد الدولي.
روسيا تجهز البنية التحتية لنشر الصاروخ
بدأت وزارة الدفاع الروسية في إنشاء منشآت خاصة لنشر صاروخ بوريفيستنيك.
وبالتالي، أصبحت روسيا على أعتاب مرحلة التشغيل الفعلي لهذا السلاح الاستراتيجي.
في الوقت نفسه، تعمل موسكو على تجهيز أنظمة دعم فني ولوجستي لضمان جاهزيته الكاملة.
بالإضافة إلى ذلك، يرى مراقبون أن هذه الخطوة تؤكد عزم الكرملين على تطوير قدرات الردع النووي طويلة المدى. في المقابل، يعتبر بعض المحللين أن هذه التحركات تمثل رداً مباشراً على توسع حلف الناتو في أوروبا الشرقية.
جيل جديد من الأسلحة الروسية
يحمل الصاروخ الرمز 9M730، ويعرف الغرب النسخة نفسها باسم Skyfall.
وقد صممته روسيا ضمن حزمة الأسلحة الحديثة التي قدمها الرئيس فلاديمير بوتين عام 2018 باعتبارها جيلًا جديدًا من القدرات الاستراتيجية.
نتيجة لذلك، يرى الخبراء أن روسيا دخلت مرحلة جديدة من سباق التسلح العالمي.
في المقابل، تعتبر موسكو أن تطوير هذا النوع من الصواريخ يمنحها تفوقاً تقنياً يمكنها من تجاوز أنظمة الدفاع الصاروخي الغربية.
وعلاوة على ذلك، تؤكد السلطات الروسية أن المشروع يهدف إلى تعزيز أمنها القومي وردع أي تهديد خارجي محتمل.
المخاوف البيئية والغربية من بوريفيستنيك
أثار الإعلان عن الصاروخ موجة قلق واسعة في الدول الغربية.
فقد عبّر خبراء عن خشيتهم من تسرب إشعاعي محتمل قد ينتج عن تشغيل محرك نووي في الجو.
بالإضافة إلى ذلك، حذر بعض الباحثين من مخاطر سقوط الصاروخ أثناء الاختبار في مناطق غير مأهولة، ما قد يسبب كارثة بيئية.
مع ذلك، تؤكد موسكو أن تصميم المحرك يعتمد على أنظمة أمان متقدمة تمنع أي تلوث إشعاعي. في الوقت نفسه، تشدد الجهات الروسية على أن التجارب جرت في مناطق نائية وبإشراف خبراء مختصين. بالتالي، تسعى روسيا إلى طمأنة المجتمع الدولي بشأن سلامة هذا المشروع.
بوريفيستنيك ورسائل موسكو إلى الغرب
ترى موسكو في الصاروخ الجديد ورقة ضغط مهمة في التوازنات الاستراتيجية العالمية.
فمن خلال هذا الإنجاز، تسعى القيادة الروسية إلى التأكيد على قدرتها في الحفاظ على موقعها كقوة عظمى.
في المقابل، يعتقد محللون غربيون أن الصاروخ يحمل رسالة سياسية واضحة تهدف إلى استعراض القوة أكثر من كونه سلاحاً عملياً في الوقت الراهن.
نتيجة لذلك، يعكس المشروع تنافساً متصاعداً بين موسكو وواشنطن على النفوذ العسكري والتقني.
وفي النهاية، يبدو أن صاروخ بوريفيستنيك الروسي سيبقى محوراً رئيسياً في النقاشات الدولية، خصوصاً مع تزايد المخاوف من عودة سباق التسلح النووي إلى الواجهة.

