الأربعاء - 2025/11/19 1:19:08 مساءً

NE

News Elementor

هذا الموقع بــرعاية

لقاء صيني كندي في بكين: بداية جديدة بعد سنوات من التوتر

محتوي الخبر

في تطور بارز على صعيد العلاقات الدولية، شهدت العاصمة الصينية بكين لقاءً مهمًا جمع وزير الخارجية الصيني وانغ يي بنظيرته الكندية أنيتا أناند. ويأتي هذا اللقاء في محاولة لإعادة رسم ملامح العلاقة الثنائية بعد سنوات من التوتر والتباعد السياسي والاقتصادي بين البلدين.

خلفية اللقاء وتوقيته الرمزي

جاء الاجتماع في توقيتٍ يحمل دلالات خاصة، إذ تزامن مع الذكرى الـ55 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وكندا، وكذلك الذكرى الـ20 لإطلاق الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين. لذلك، لم يكن اللقاء مجرد حدث بروتوكولي، بل رسالة واضحة تؤكد رغبة الطرفين في فتح صفحة جديدة قائمة على الحوار والتفاهم المتبادل.

بالإضافة إلى ذلك، يرى مراقبون أن بكين اختارت توقيت اللقاء بعناية. فهي تسعى إلى إظهار انفتاحها على تحسين علاقاتها مع الغرب، خاصة بعد فترة شهدت توترات حادة بسبب ملفات أمنية وتجارية.

تصريحات وانغ يي: نحو بداية جديدة

خلال اللقاء، أكد وانغ يي أن بلاده منفتحة على “بداية جديدة” مع كندا. كما أوضح أن تعزيز الحوار السياسي وتوسيع مجالات التعاون يمثلان حجر الأساس لعلاقة مستقرة بين الجانبين. علاوة على ذلك، شدد على أهمية التعاون في مجالات التجارة والطاقة والسياحة، باعتبارها ركائز أساسية لبناء الثقة من جديد.

وأشار الوزير الصيني إلى أن بلاده لا تسعى إلى المواجهة، بل إلى شراكة تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. لذلك، يمكن للمرحلة المقبلة أن تشهد تقاربًا تدريجيًا إذا توفرت الإرادة السياسية من الطرفين.

الموقف الكندي: مقاربة واقعية

من جانبها، عبّرت أنيتا أناند عن رغبة أوتاوا في تبني سياسة واقعية تجاه الصين. وأوضحت أن كندا تسعى إلى تجاوز مرحلة الشكوك المتبادلة، من خلال بناء جسور تعاون جديدة في مجالات الاستثمار والتعليم والثقافة.

بالإضافة إلى ذلك، شددت أناند على أن الحوار هو السبيل الوحيد لمعالجة الخلافات، مؤكدة أن الاقتصاد العالمي المترابط يجعل من الصعب فصل العلاقات الثنائية عن التطورات الدولية.

غياب الاتفاقات… وحضور الرمزية

ورغم غياب الاتفاقات الجديدة، إلا أن رمزية اللقاء كانت لافتة. فبعد أعوام من التوتر بسبب قضايا مثل اعتقال مسؤولة شركة “هواوي” والنزاعات التجارية المتكررة، يبدو أن الجانبين قررا اختبار إمكانية بناء مسار جديد.

لذلك، يرى محللون أن اللقاء يشكل بداية لمرحلة “إعادة التوازن”، خصوصًا في ظل حاجة البلدين إلى تنويع شراكاتهما الاقتصادية لمواجهة التحديات العالمية.

أهمية اللقاء في السياق الدولي

في المقابل، لا يمكن فصل اللقاء الصيني الكندي عن السياق الدولي الأوسع. فالصين تحاول تخفيف حدة التوتر مع الغرب في ظل التحديات الاقتصادية الداخلية. بينما تسعى كندا إلى توسيع أسواقها الخارجية بعيدًا عن الاعتماد الكامل على الولايات المتحدة.

وعلاوة على ذلك، يرى خبراء أن التعاون الاقتصادي والثقافي بين البلدين قد يسهم في تحقيق مكاسب متبادلة، خصوصًا في مجالات الطاقة النظيفة والتكنولوجيا والتعليم العالي.

نحو مستقبل أكثر توازنًا

نتيجةً لذلك، يُمكن القول إن هذا اللقاء يمثل نقطة انطلاق جديدة في العلاقات الصينية الكندية. فبينما تبقى الخلافات السياسية قائمة، إلا أن لغة الحوار بدأت تعود تدريجيًا إلى الواجهة.

وبناءً على ذلك، يدرك الجانبان أن التعاون هو الخيار الأكثر واقعية في عالم تتشابك فيه المصالح وتتغير فيه موازين القوى بسرعة. ومع ذلك، يبقى السؤال مطروحًا: هل تنجح بكين وأوتاوا في تحويل التهدئة الدبلوماسية إلى شراكة مستدامة؟

الاكثر قراءة

اشترك معنا

برعايـــة

حقوق النشر محفوظة لـ أخبار الكويت © 2025
تم تصميمه و تطويره بواسطة

www.enogeek.com