في تطوّر لافت يزيد من حدّة التوتر بين موسكو والعواصم الأوروبية، أعلنت الحكومة البولندية أنها ستنفذ مذكّرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إذا حاول عبور أجوائها. هذا التهديد يأتي في سياق حديث عن احتمالية مرور بوتين عبر الأجواء البولندية في طريقه إلى المجر للمشاركة في قمة تجمعه بالرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
الأسباب المباشرة للتهديد البولندي
هذا الموقف البولندي الحازم يأتي بعد تصاعد الأحداث في أوكرانيا، حيث أسفر هجوم روسي جديد بطائرة مسيّرة على مدينة تشيرنيهيف عن مقتل أربعة أشخاص وانقطاع واسع للتيار الكهربائي.
إن استمرار الهجمات الروسية المتكررة يلقي بظلاله الثقيلة على أي مساعٍ دبلوماسية للتوصل إلى هدنة أو اتفاق سلام، في وقت يزداد فيه الاستقطاب داخل القارة الأوروبية حول كيفية التعامل مع موسكو. بولندا، التي تعد من أشد الداعمين لكييف، تتبنى موقفاً متشدداً يدعم المساءلة الدولية.
الأبعاد الجيوسياسية لتهديد وارسو
المراقبون يرون أن تهديد وارسو باعتقال بوتين، حتى وإن كان من المستبعد تنفيذه فعلياً نظراً للتعقيدات اللوجستية والدبلوماسية، يعكس عمق الهوّة بين روسيا والاتحاد الأوروبي.
الرسالة التي أرادت بولندا إيصالها مزدوجة:
- الالتزام بالقانون الدولي: تأكيد على التزامها بتطبيق قرارات المحكمة الجنائية الدولية.
- الدعم لأوكرانيا: إصرارها على الوقوف في الصفوف الأمامية للدفاع عن أوكرانيا وأمن أوروبا.
كما أن استمرار القصف الروسي للأراضي الأوكرانية يعقد فرص الحلول السلمية ويزيد من احتمالات التصعيد الدبلوماسي وربما الأمني. هذه الخطوة البولندية تضع ضغطاً إضافياً على الاتحاد الأوروبي لاتخاذ موقف موحد إزاء مذكرة اعتقال بوتين وتداعياتها.
توقعات التصعيد المستقبلي
من جهة أخرى، قد تفتح هذه الخطوة الباب أمام مزيد من التوترات في العلاقة مع موسكو، التي تواصل رفضها لأي مساءلة دولية عن أفعالها في أوكرانيا. يضع تهديد بولندا باعتقال بوتين تحدياً كبيراً أمام أي محاولة مستقبلية للوساطة أو المفاوضات التي تتطلب ضمانات لحركة القادة.
