السبت - 2025/10/18 1:45:24 مساءً

NE

News Elementor

هذا الموقع بــرعاية

الحرب الباكستانية – الأفغانية: هل هي صراع ضد “القاعدة” أم ورقة ضغط سياسية ونفوذ؟

محتوي الخبر

تشهد العلاقات بين باكستان وأفغانستان توتراً متصاعداً، وسط اتهامات متبادلة حول نشاط جماعات مسلّحة على الحدود المشتركة، وعلى رأسها “طالبان باكستان” وفلول تنظيم القاعدة. وبينما تؤكد إسلام آباد أنّ كابول توفّر ملاذاً آمناً للجماعات التي تستهدف الجيش الباكستاني، ترى حكومة طالبان أنّ هذه المزاعم تُستخدم كذريعة لـ الضغط السياسي والعسكري.

1. ورقة الإرهاب: خلاف تاريخي يتجدد على الحدود

تاريخياً، كانت المناطق الحدودية بين البلدين مسرحاً لتحركات شبكة حقاني، تنظيم القاعدة، وفصائل متشددة أخرى. ورغم أنّ طالبان الأفغانية تنفي تقديم أي دعم مباشر لهذه الجماعات، إلا أنّ باكستان تصرّ على أنّ عدم اتخاذ إجراءات رادعة يعادل “تواطؤاً ضمنياً”.

يرى مراقبون أن هذه الاتهامات ليست جديدة، لكنها تكتسب زخماً مع اشتداد الخلافات حول الأمن الحدودي والمصالح الاقتصادية. فـ إسلام آباد تُلوّح دائماً بـ الورقة الأمنية لتبرير عملياتها العسكرية أو لطلب دعم دولي إضافي في مواجهة “الإرهاب”.

2. أداة ضغط سياسية أكثر من كونها سبب حرب

يعتقد محللون استراتيجيون أنّ استحضار اسم “القاعدة” أو اتهام كابول بدعم الجماعات المسلحة، يُستخدم بالدرجة الأولى كوسيلة ضغط، وليس كدافع صِرف للحرب. الأهداف الرئيسية لـ الضغط السياسي والعسكري الباكستاني تشمل:

  • تبرير التدخل العسكري: يمنح باكستان شرعية داخلية وخارجية للتحرك على الحدود.
  • كسب أوراق دبلوماسية: يُساعدها في استقطاب دعم من الولايات المتحدة ودول إقليمية بحجة مكافحة الإرهاب.
  • رسالة ردع: الهدف منها إجبار طالبان الأفغانية على اتخاذ خطوات عملية ضدّ “طالبان باكستان” التي تشن هجمات داخل الأراضي الباكستانية.

3. البعد الأمريكي: قاعدة بَغرام في الصورة

في خضم هذا التوتر، عاد الحديث عن طلب الولايات المتحدة استعادة استخدام قاعدة بَغرام شمال كابول لأغراض مكافحة الإرهاب. ورغم أن طالبان تبدي تحفظاً واضحاً على أي وجود عسكري أجنبي، فإن مجرد طرح الفكرة يُثير مخاوف إقليمية.

يرى بعض المحللين أن وجود قاعدة بَغرام في المعادلة قد يُستَخدم كورقة إضافية في لعبة الشد والجذب بين الجارين، أكثر من كونه سبباً مباشراً للاقتتال، مما يزيد من تعقيدات الصراع الباكستاني الأفغاني.

خلاصة تحليلية: معركة نفوذ وعدم ثقة

الحرب الباكستانية – الأفغانية لا تبدو مجرّد مواجهة ضد “القاعدة”، بقدر ما هي معركة نفوذ ورسائل سياسية. استخدام الورقة الأمنية يُعطي إسلام آباد غطاءً للتدخل، لكنه في الوقت نفسه يزيد من حالة انعدام الثقة بين الشعبين الجارين، ويهدد بتحويل الحدود إلى جبهة مفتوحة جديدة في جنوب آسيا، مع احتمالات لـ تدخلات خارجية أوسع.

الاكثر قراءة

اشترك معنا

برعايـــة

حقوق النشر محفوظة لـ أخبار الكويت © 2025
تم تصميمه و تطويره بواسطة

www.enogeek.com