أعاد «مشروع نيمبوس» (Project Nimbus) ــ عقد السحابة الحكومية الضخم الذي فازت به شركتا Google و Amazon لخدمة مؤسسات الدولة في إسرائيل ــ الجدل حول حدود دور شركات التقنية في البيئات الحساسة والنزاعات المسلحة. ومع اتساع الاحتجاجات الداخلية وصدور قرارات فصل بحق موظفين، يطرح العقد أسئلة حول الإشكالية الأخلاقية للتقنية في مناطق النزاع.
1. ما هو مشروع نيمبوس وقدراته التقنية؟
أعلنت وزارة المالية الإسرائيلية في أبريل 2021 عن عقد سحابي متعدد المراحل بقيمة 1.2 مليار دولار. يهدف المشروع إلى توفير بنية تحتية محلية وخدمات حوسبة سحابية وذكاء اصطناعي لمؤسسات الحكومة و”المنظومة الدفاعية” وغيرها من الهيئات العامة.
القدرات التقنية المتاحة:
- حوسبة هائلة: توفير قوة حوسبة وخدمات بيانات ضخمة (Big Data).
- خدمات الذكاء الاصطناعي: إمكانات متقدمة مثل الرؤية الحاسوبية، تحليل الصور والفيديو، ومعالجة لغوية.
تؤكد Google أن الاتفاق يخدم قطاعات مدنية (الصحة والتعليم)، بينما تشير تقارير إلى أن جهات عسكرية وأمنية تُعد من المستخدمين الرئيسيين. هذا يفتح الباب أمام أنظمة مراقبة متقدمة (مثل تتبع الأشياء واكتشاف الوجوه) إذا قرر المستخدم النهائي بناءها فوق هذه البنية التحتية السحابية.
2. الإشكالية الأخلاقية للتقنية: هل يدعم نيمبوس انتهاكات حقوقية؟
يثير «مشروع نيمبوس» مخاوف حقوقية كبيرة، تتمحور حول:
- خطر الانتهاكات الحقوقية: يخشى الناشطون أن تُمكّن قدرات الذكاء الاصطناعي من مراقبة جماعية واستهداف خوارزمي، خاصة في سياق النزاع، بما قد يفضي إلى تمييز وتقييد حركة السكان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
- التعاقد وعدم الانسحاب: تفيد تقارير بأن شروط الطرح تمنع المزوّدين (Google و Amazon) من وقف الخدمة عن أي جهة حكومية إسرائيلية، ما يثير سؤال المساءلة إذا ظهرت إساءة استخدام.
- التضارب والشفافية: هناك تضارب بين خطاب Google بأن المشروع “غير مخصص لأعباء عسكرية شديدة الحساسية” وبين تقارير وثّقت صلات وثيقة بين «نيمبوس» وجهات دفاعية إلزامية.
3. موجة احتجاجات داخل Google و Amazon
شهد عام 2024 و 2025 تصاعداً في التوتر الداخلي، حيث قام موظفون في مقرات Google في نيويورك وسانيڤيل باعتصامات احتجاجاً على المشروع، انتهت بفصل 28 موظفاً على الأقل. كما برزت قضية فصل مهندس في Amazon بعد انتقاداته لصلات الشركة بالمشروع. تعكس هذه الاحتجاجات الصراع المتزايد داخل الشركات التكنولوجية الكبرى حول دورها الأخلاقي والسياسي.
خلاصة تحليلية: التحدي بين الخدمة والمساءلة
تقنياً، يتيح «نيمبوس» منصة قوية يمكن أن تُسخَّر لمروحة واسعة من التطبيقات المدنية والأمنية. أخلاقياً، يظلّ الخطر الأساس في قابلية إساءة الاستخدام ضمن سياق نزاع طويل. لذلك، تتحدد “شرعية” المشروع الأخلاقية في نظر الرأي العام بمدى توافر الشفافية، وضوابط الاستخدام، وآليات رقابة مستقلة تكفل عدم توظيف التكنولوجيا في التمييز أو الانتهاكات.
