شهد المؤتمر الصحفي بين الرئيسين الأمريكي ترامب والأرجنتيني ميلي تصريحات حادة، إذ ربط ترامب الدعم الاقتصادي بنتائج الانتخابات المقبلة.
ويأتي هذا الموقف في وقت تعاني فيه الأرجنتين من أزمة اقتصادية غير مسبوقة وتضخم متسارع يرهق المواطنين.
دعم مشروط من واشنطن
أكد ترامب أن صفقة تبادل العملات بقيمة 20 مليار دولار ستستمر فقط إذا فاز حزب ميلي بالانتخابات.
وقال الرئيس الأمريكي بوضوح: «إذا لم يفوزوا، فلن نكون هنا لفترة طويلة».
بالإضافة إلى ذلك، شدد على أن الولايات المتحدة لن تقدم الدعم المالي مجانًا دون أن ترى مصلحة مباشرة تعود عليها.
تأييد علني للرئيس ميلي
من جهة أخرى، جدد ترمب دعمه العلني للرئيس ميلي، مؤكدًا أنه يقف إلى جانبه “اليوم بالكامل”.
وأضاف قائلاً: “الناس في الأرجنتين يحبونه كثيرًا”، في إشارة إلى شعبيته الداخلية رغم الأزمة الاقتصادية الخانقة.
كما وصف ترمب ميلي بأنه قوي وصادق يسعى لإنقاذ بلاده، مؤكدًا أن دعمه له نابع من قناعة اقتصادية لا مجاملة سياسية.
تحذير صريح من وقف التعاون
وفي سياق أكثر حدة، وجه ترامب تحذيرًا صريحًا قائلاً: «لن نضيع وقتنا مع الأرجنتين إذا لم يفز ميلي».
هذا التصريح أثار جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية، إذ اعتبره مراقبون تدخلاً مباشرًا في الشأن الداخلي الأرجنتيني.
في المقابل، يعتبر مؤيدو ترامب تصريحاته واقعية تربط الدعم بالمصالح الأمريكية، بينما يراها معارضوه تقويضًا لاستقلال الأرجنتين الاقتصادي.
خلفية الصفقة الاقتصادية
تأتي صفقة تبادل العملات في ظل تضخم قياسي وأزمة حادة في احتياطي النقد الأجنبي بالأرجنتين.
وتهدف هذه الصفقة إلى تعزيز احتياطي الدولار ودعم العملة الوطنية (البيزو) التي فقدت أكثر من نصف قيمتها خلال عام واحد فقط.
إضافة إلى ذلك، تؤكد واشنطن أن هذه الخطوة ليست منحة مجانية بل اتفاق اقتصادي متبادل المنفعة.
ويرى مراقبون أن الدعم الأمريكي المؤقت يهدف لتحقيق استقرار نسبي قبل الانتخابات، مما يضفي بُعدًا سياسيًا على الصفقة.
انتقادات إعلامية ومعارضة داخلية
على الرغم من تصريحات ترمب الداعمة، شهد المؤتمر موجة انتقادات حادة من وسائل الإعلام والمعارضة الأرجنتينية.
فقد اتهم ترمب بعض وسائل الإعلام بتقديم صورة سلبية عن ميلي وحكومته، مؤكدًا أن المعارضة في الأرجنتين تمثل “يسارًا متطرفًا يعارض الإصلاحات الاقتصادية الضرورية”.
في المقابل، وصفت صحف أرجنتينية مستقلة تصريحات ترامب بأنها تدخل سافر في الشأن الداخلي، بينما رأت وسائل إعلام أمريكية أن موقفه يعبّر عن نهج سياسي جديد قائم على المقايضة الاقتصادية.
كما أن محللين أشاروا إلى أن هذه التصريحات قد تعزز الانقسام داخل الأرجنتين بين مؤيدي ميلي ومعارضيه، وتؤثر في نتائج الانتخابات القادمة.
مستقبل العلاقات الأمريكية – الأرجنتينية
بالإضافة إلى ذلك، يرى مراقبون أن تصريحات ترامب قد تؤثر في مسار العلاقات الثنائية إذا فشلت حكومة ميلي في الحفاظ على الدعم الأمريكي.
لذلك، يُتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة توتراً حذرًا بين واشنطن وبوينس آيرس، خصوصًا في حال تبدلت موازين القوى بعد الانتخابات.
في الختام، يعكس المؤتمر الصحفي الأخير أن العلاقات الأمريكية – الأرجنتينية باتت مرتبطة بشكل غير مسبوق بالاعتبارات السياسية الداخلية، ما يجعل مستقبل التعاون الاقتصادي بين البلدين مرهونًا بنتائج صناديق الاقتراع.