منذ بداية المفاوضات حول وقف الحرب الأخيرة في غزة، كان مطلب “نزع السلاح” في مقدمة البنود المطروحة دوليًا. بالإضافة إلى ذلك، جرى التركيز على سلاح الفصائل الفلسطينية باعتباره العقبة الكبرى أمام أي تسوية سياسية أو ترتيبات أمنية مستقبلية.
التناقض في الضفة الغربية
على الرغم من ذلك، يكشف المشهد في الضفة الغربية مفارقة صارخةوفي الوقت الذي يطالب فيه الفلسطينيون في غزة بالتجرد من قدراتهم الدفاعية، تواصل الجهات المسؤولة توزيع الأسلحة بشكل واسع داخل المستوطنات في الضفة الغربية، وسط صمت دولي ملحوظ. علاوة على ذلك، هذا التوزيع يترك الفلسطينيين في الضفة في وضع هش يوميًا.
هشاشة الحياة اليومية للفلسطينيين
على سبيل المثال، تتزايد الاعتداءات من قبل المستوطنين المسلحين، فيما تغيب المحاسبة القانونية. كما أن تقارير حقوقية دولية وثّقت أن انتشار السلاح بين المستوطنين بات ظاهرة ممنهجة. إذ تغذّي القرارات السياسية هذه الظاهرة، حيث تمنح تراخيص بالآلاف تحت ذريعة “الحماية”، وتستخدم فعليًا لفرض واقع عنيف على الأرض.
التسليح غير المتكافئ والمجتمع الدولي
في المقابل، تطرح هذه المقارنة سؤالًا جوهريًا: لماذا يُسلّط الضوء على غزة وحدها في ملف نزع السلاح، بينما يتجاهل المجتمع الدولي أخطر مظاهر التسليح غير المتكافئ في الضفة؟ “على الرغم من ذلك، تجرّد الجهات المعنية الفلسطيني من وسائل الدفاع، بينما تمكّن المستوطن من حمل السلاح بشكل شرعي أو شبه شرعي.”لذلك، يخل هذا الوضع بميزان العدالة ويضعف أي حديث عن سلام متوازن أو تسوية منصفة.
المطالبة بحماية دولية
وبينما يواصل الفلسطينيون المطالبة بحماية دولية وإعادة الاعتبار لحقوقهم الأساسية، يبقى غياب الحديث عن سلاح المستوطنين فجوة واضحة في الخطاب الدولي. بالإضافة إلى ذلك، تعكس هذه الفجوة واقعًا سياسيًا منحازًا. كما أنها تؤكد أن الجهات المعنية لا تستطيع تقسيم مسألة الأمن.
ضرورة شمول نزع السلاح في الضفة الغربية
على سبيل المثال، كما يُطرح ملف نزع السلاح في غزة، يجب أن يشمل أيضًا السلاح المنتشر في الضفة الغربية. وذلك إن كان الهدف فعلاً تحقيق أمن وسلام عادلين للجميع. ونتيجةً لذلك، تجعل هذه المعايير أي تسوية أو اتفاقية سياسية مكتملة عند مراعاتها، وغير مكتملة عند تجاهلها.علاوة على ذلك، فإن معالجة التسليح غير المتكافئ تعزز من فرص تحقيق السلام المستدام.
الخلاصة
باختصار، يكشف المشهد الحالي عن ازدواجية في المعايير الدولية تجاه التسليح الفلسطيني. كما أن التركيز على غزة وحدها دون معالجة الوضع في الضفة الغربية يضعف من مصداقية أي جهود دولية. لذلك، يصبح من الضروري إشراك الضفة الغربية في أي ملف يتعلق بنزع السلاح، لضمان حماية حقوق الفلسطينيين وتحقيق توازن أمني عادل.
