أعلنت الرئاسة المصرية، السبت، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الأميركي دونالد ترامب سيترأسان قمة شرم الشيخ للسلام، التي ستعقد بعد ظهر الإثنين، بمشاركة أكثر من 20 قائدًا من دول مختلفة. وتهدف القمة إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة وتعزيز جهود إحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. تسعى القمة إلى فتح صفحة جديدة من الأمن الإقليمي من خلال تعزيز التعاون الدولي وتوحيد الجهود السياسية والدبلوماسية.
رؤية ترامب للسلام في الشرق الأوسط
وفق بيان الرئاسة المصرية، تأتي القمة في إطار رؤية ترامب لتحقيق السلام في المنطقة وسعيه الحثيث لإنهاء النزاعات حول العالم. كما أن هذه المبادرة تمثل استمرارًا للتحركات الأميركية في دعم الحلول السياسية بدلاً من الصراعات المسلحة. وتهدف واشنطن عبر هذا المسار إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي بما يخدم مصالح الشعوب ويخفف التوترات المستمرة في الشرق الأوسط.
وأكد مراقبون أن مشاركة أكثر من 20 دولة في القمة تشكّل خطوة مهمة نحو بناء تحالف دولي يدعم خطة السلام الجديدة، ويتوقعون أن تغيّر هذه الخطة مسار الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي.
تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار
توقفت حرب غزة بعد دخول المرحلة الأولى من الاتفاق حيز التنفيذ، وسط مخاوف من عراقيل قد تعيق تنفيذ المراحل التالية. بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي اقترحه ترامب، ستفرج حركة حماس عن 47 رهينة، أحياءً وأمواتًا، من أصل 251 اختطفتهم في هجوم السابع من أكتوبر 2023، إضافة إلى رفات رهينة محتجز منذ عام 2014.
في المقابل، ستفرج إسرائيل عن 250 معتقلًا فلسطينيًا محكومين بالسجن المؤبد، إلى جانب 1700 معتقل من سكان غزة الذين احتُجزوا منذ اندلاع الحرب. كذلك، بدأت مهلة الـ72 ساعة أمام حماس لإطلاق سراح الرهائن بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من بعض المناطق، الجمعة الماضية.
قمة شرم الشيخ.. خطوة نحو تثبيت الاستقرار
تهدف قمة شرم الشيخ للسلام إلى تأكيد الالتزام الدولي بتنفيذ بنود الاتفاق ومتابعة آليات تطبيقه على الأرض. كما أنها تمثل، وفق مراقبين، محطة أساسية في الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إعادة بناء الثقة بين الأطراف المتنازعة.
كما تبحث القمة ملفات إعادة إعمار غزة وتحدد آليات الرقابة الدولية لضمان شفافية التنفيذ، وتُسهم مشاركة مصر وقطر والولايات المتحدة في رعاية الاتفاق بدور أساسي في توفير بيئة سياسية داعمة لاستمراره.
وفي هذا الإطار، بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره الأميركي ماركو روبيو ترتيبات القمة التي سيرأسها السيسي وترامب معًا. لذلك، يرى محللون أن التعاون المصري–الأميركي يشكل العمود الفقري لإنجاح الاتفاق وتحويله إلى واقع سياسي ملموس.
تحديات المرحلة الثانية من الخطة
رغم التقدم المحرز، يؤكد مراقبون أن المرحلة الثانية من الخطة ستكون أكثر صعوبة وتعقيدًا، لأنها تتضمن نزع سلاح حركة حماس في غزة. في المقابل، حذر عضو المكتب السياسي للحركة حسام بدران من أن هذه المرحلة ستتطلب تفاهمات أوسع وضمانات دولية واضحة.
ذكرت مصادر دبلوماسية أن نجاح تنفيذ المرحلة الأولى سيزيد فرص الانتقال إلى المراحل التالية، بشرط التزام جميع الأطراف بوقف التصعيد. نتيجةً لذلك، فإن استمرار الدعم الدولي ومتابعة التنفيذ الميداني سيشكلان العامل الحاسم في ضمان استقرار القطاع وتحقيق السلام الدائم.