الجمعة - 2025/12/12 4:56:04 مساءً

NE

News Elementor

هذا الموقع بــرعاية

الأرجنتين على خريطة ترامب: إنقاذ مالي ورسائل سياسية للداخل والخارج

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطة إنقاذ عاجلة للاقتصاد الأرجنتيني. وتتضمن الخطة شراء البيزو الأرجنتيني مباشرة من الأسواق، إضافة إلى اتفاق تبادل عملة بقيمة 20 مليار دولار بين وزارة الخزانة الأمريكية والبنك المركزي في بوينس آيرس.
تهدف هذه الخطوة إلى دعم الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، حليف ترامب السياسي والفكري، في وقت حساس يسبق الانتخابات البرلمانية.

دعم فكري واقتصادي متبادل

يرى المراقبون أنه اتخذ هذا القرار لعدة أسباب.
أولًا، يؤمن ترامب بأن ميلي يمثل النموذج الاقتصادي الذي يدعو إليه.
يتبنى ميلي سياسة ليبرالية صارمة تقوم على خفض الإنفاق الحكومي وخصخصة القطاعات العامة وتشجيع السوق الحر.
لذلك، يرى ترامب أن دعم الأرجنتين ليس قرارًا ماليًا فقط، بل هو دعم لمشروع فكري وسياسي عالمي يعبّر عن رؤيته للاقتصاد الحر.

وبالإضافة إلى ذلك، أراد أن يثبت أن الولايات المتحدة قادرة على قيادة الإصلاح الاقتصادي العالمي، خصوصًا في الدول التي تعاني من التضخم والدَّين العام مثل الأرجنتين.

مكاسب استراتيجية في أمريكا اللاتينية

ثانيًا، سعى ترامب إلى تعزيز نفوذ الولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية.
لاحظ ترامب أن الصين وروسيا توسعان حضورهما في المنطقة عبر اتفاقيات مالية وتجارية.
لذلك، قرر استعادة الدور الأمريكي عبر دعم مباشر لحكومة صديقة في الأرجنتين.

وعلاوة على ذلك، أراد ترامب تقليل اعتماد الأرجنتين على الصين.
فقد وقعت بوينس آيرس في السنوات الأخيرة اتفاقيات تبادل عملة ضخمة مع بكين.
ومن خلال دعمه المالي، فتح ترامب الباب أمام الاستثمارات الأمريكية في الطاقة والزراعة والموارد الطبيعية.

تأثير سياسي داخلي في الأرجنتين

ثالثًا، منح الدعم الأمريكي دفعة قوية للرئيس ميلي داخل بلاده.
استخدم ميلي هذه الخطوة لتعزيز صورته كقائد قادر على استعادة الثقة بالاقتصاد.
كما استفاد من الدعم في حملته الانتخابية ضد خصومه السياسيين.

وبالإضافة إلى ذلك، أراد ترامب أن يثبت أنه ما زال يمتلك تأثيرًا دوليًا كبيرًا حتى بعد مغادرته البيت الأبيض.
لذلك، اعتبر هذا التحالف وسيلة لتوسيع نفوذه العالمي من خلال دعم زعماء يتفقون مع رؤيته الاقتصادية.

انتقادات واسعة داخل الولايات المتحدة وخارجها

مع ذلك، واجه ترامب انتقادات شديدة داخل أمريكا وخارجها.
فقد أعرب العديد من المزارعين الأمريكيين عن استيائهم لأن الدعم يقوّي منافسهم الزراعي في الصين.
كما هاجم سياسيون جمهوريون الخطة لأنها تتعارض مع مبدأ “أمريكا أولًا”.

وبسبب ذلك، حذر خبراء الاقتصاد من مخاطر مالية محتملة إذا فشلت الأرجنتين في السيطرة على التضخم والدين الخارجي.
وفي المقابل، أبدى محللون أرجنتينيون قلقهم من أن يُنظر إلى الدعم الأمريكي على أنه تدخل في السيادة الوطنية.

كما أشار مراقبون إلى ازدواجية مواقف ترامب.
فهو يضغط لتغيير النظام في فنزويلا، بينما يدعم نظامًا في الأرجنتين فقط لأنه يتفق مع رؤيته الاقتصادية.

الخلاصة

في النهاية، تعكس خطة ترامب تجاه الأرجنتين تحالفًا سياسيًا واقتصاديًا معقدًا.
فهي تمثل من جهة فرصة لاستعادة النفوذ الأمريكي في أمريكا اللاتينية.
ومن جهة أخرى، تثير مخاوف من توظيف الاقتصاد لخدمة الأجندة السياسية.

وبينما يرى مؤيدو ترامب أن هذه الخطوة تعزز مكانة واشنطن عالميًا، يعتقد معارضوه أنها مغامرة مالية وسياسية خطيرة قد تعود بنتائج عكسية.

برعايـــة

حقوق النشر محفوظة لـ أخبار الكويت © 2025
تم تصميمه و تطويره بواسطة

www.enogeek.com