الثلاثاء - 2025/09/30 4:58:05 صباحًا

NE

News Elementor

هذا الموقع بــرعاية

اعتذار متأخر… نتنياهو يتصل بأمير دولة قطر بعد استهداف الدوحة

محتوي الخبر

في خطوة وُصفت بأنها محاولة لامتصاص الغضب، أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتصالًا هاتفيًا بأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وخلال الاتصال قدّم نتنياهو اعتذارًا رسميًا عن العدوان الجوي الذي استهدف العاصمة القطرية الدوحة وأسفر عن سقوط ضحايا، بينهم عنصر أمني قطري.

ومع ذلك، جاء الاعتذار متأخرًا، الأمر الذي أثار تساؤلات حول مدى جديته، خصوصًا في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

تعهّدات إسرائيلية ورد قطري صارم

أوضح نتنياهو خلال المكالمة أنه “يحترم سيادة قطر”، متعهدًا بتعويض أسرة الضحية. بالإضافة إلى ذلك، أكد أن الهجوم لم يكن يستهدف الأراضي القطرية مباشرة، بل كان نتيجة ما وصفه بـ “خطأ عسكري”.

لكن الدوحة ردّت بحزم. فقد شددت على أن الاعتذار لا يمحو حقيقة انتهاك السيادة القطرية وخرق القانون الدولي. علاوة على ذلك، أكدت وزارة الخارجية القطرية أن بلادها تحتفظ بحقها الكامل في الرد عبر القنوات الدبلوماسية والقانونية.

الموقف العربي: تضامن واسع مع قطر

في السياق ذاته، لاقى الموقف القطري دعمًا عربيًا كبيرًا. إذ أعلنت عدة عواصم عربية تضامنها مع قطر، مؤكدة أن الاعتذار الإسرائيلي لا يغيّر من واقع الاحتلال والاعتداءات المتكررة.

وعلى سبيل المثال، شددت بيانات رسمية عربية على أن ما يجري في غزة يمثل “جريمة لا يمكن تبريرها” بأي حال من الأحوال. بالإضافة إلى ذلك، رأت منظمات إقليمية أن الاعتذار جاء تحت ضغط دولي، وليس بدافع احترام القانون الدولي أو حقوق الجوار.

ضغوط دولية ومحاولات وساطة

من جهة أخرى، يرى مراقبون أن الاتصال يأتي بينما يحاول نتنياهو، تحت ضغوط أمريكية ودولية، إعادة قطر إلى دور الوسيط في ملف وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وبسبب التوترات الأخيرة، تعتبر هذه المحاولة مكشوفة، إذ تهدف – بحسب محللين – إلى تخفيف العزلة السياسية والدبلوماسية التي تواجهها الحكومة الإسرائيلية. في المقابل، تشير مصادر دبلوماسية إلى أن قطر لن تعود إلى أي وساطة إلا إذا حصلت على ضمانات حقيقية بعدم تكرار الاعتداءات.

مقارنة بين المواقف

بينما تحاول إسرائيل تبرير هجماتها باعتذارات متأخرة، تؤكد قطر أن السيادة الوطنية ليست مجالًا للمساومة. كذلك، تبرز المقارنة بين الموقفين: إسرائيل تحاول الحفاظ على علاقاتها الدولية عبر اعتذارات شكلية، في حين تصر قطر على التمسك بالقانون الدولي وحقها المشروع في الرد.

على الرغم من هذه التباينات، فإن المشهد يعكس بوضوح انقسامًا أوسع: دول عربية تعتبر الاعتذار غير كافٍ، بينما أطراف دولية تسعى لتهدئة التوتر للحفاظ على الاستقرار في المنطقة.

دلالات سياسية أعمق

نتيجةً لذلك، فإن هذا الاعتذار يحمل دلالات تتجاوز الحادثة ذاتها. فهو يكشف أولًا حجم الضغط الدولي على إسرائيل في ظل استمرار حربها على غزة. ثانيًا، يعكس مكانة قطر المتنامية كطرف إقليمي لا يمكن تجاوزه. وأخيرًا، يبرز كيف تحاول إسرائيل استخدام أدوات دبلوماسية لاحتواء الأزمات التي تسببت فيها عملياتها العسكرية.

خلاصة الموقف

في النهاية، يمكن القول إن اعتذار نتنياهو لم ينجح في تحقيق هدفه. فبدلًا من تهدئة الغضب، عمّق الانقسام وزاد من حدة الانتقادات الموجهة إلى إسرائيل. لذلك، يظل الموقف القطري ثابتًا: السيادة خط أحمر، وأي اعتداء لا يُمكن تبريره أو تجاوزه بكلمات اعتذار متأخرة.

الاكثر قراءة

اشترك معنا

برعايـــة

حقوق النشر محفوظة لـ أخبار الكويت © 2025
تم تصميمه و تطويره بواسطة

www.enogeek.com