الثلاثاء - 2025/09/30 12:43:08 صباحًا

NE

News Elementor

هذا الموقع بــرعاية

إعلام التضليل: كيف يصنع فاراج وGB News واقعاً مزيّفاً على خطى دعاية MAGA

محتوي الخبر

في السنوات الأخيرة، تصاعدت ظاهرة التضليل الإعلامي بشكل لافت، خصوصًا في أوروبا والولايات المتحدة. وقد لجأ رموز وشخصيات يمينية متطرفة إلى استخدام أدوات دعائية ممنهجة، تستهدف إثارة العاطفة وتشويه الحقائق وبناء سرديات تخدم أجنداتهم السياسية. علاوة على ذلك، انتقلت هذه الأساليب بسرعة إلى منصات التواصل الاجتماعي، مما ضاعف من خطورتها. ومن أبرز الأمثلة على هذه الظاهرة: السياسي البريطاني نايجل فاراج، وقناة GB News، بالإضافة إلى استراتيجيات كشفتها دراسات حول ما يعرف بـ “لعبة تضليل اليمين المتطرف”.

نايجل فاراج… الشعبوية كسلاح سياسي

برز فاراج في المشهد البريطاني بوصفه أحد قادة حملة بريكست. ومع ذلك، فإن شهرته لم تتوقف عند هذا الحد، إذ أصبح رمزًا للخطاب الشعبوي الذي يركّز على قضايا الهجرة والهوية و”استعادة السيادة”. وبالإضافة إلى ذلك، يشير خبراء الإعلام إلى أن فاراج يوظف أسلوب التبسيط المفرط والمبالغة، وأحيانًا يلجأ إلى معلومات مغلوطة لترسيخ رسالته. في المقابل، يشبه هذا النمط إلى حد كبير التيار الأميركي المعروف بشعار “اجعلوا أميركا عظيمة مجددًا” (MAGA)، ما يعكس تبادلًا واضحًا في استراتيجيات الخطاب بين الجانبين.

قناة GB News… منصة تضخيم الخوف

من جهة أخرى، أُنشئت قناة GB News عام 2021 كبديل عن الإعلام التقليدي، لكن سرعان ما تحولت إلى منبر للأصوات اليمينية. علاوة على ذلك، تقدم القناة برامج رأي مثيرة للجدل، تساهم في تعزيز الانقسام المجتمعي، وتبث روايات مشكوك في صحتها. على سبيل المثال، خلال احتجاجات “إبينغ”، روجت القناة مزاعم عن نقل متظاهرين بالحافلات من خارج المدينة، وهو ادعاء نفت السلطات صحته لاحقًا، ووُصف بأنه تضليل أضر بالسلام المجتمعي. نتيجة لذلك، اضطر فاراج نفسه إلى الاعتراف بعدم دقة تصريحاته في هذا السياق.

لعبة تضليل اليمين المتطرف

أما بالنسبة للجانب الاستراتيجي، فيكشف كتاب “The Far Right Disinformation Playbook” عن أدوات التضليل التي يعتمد عليها اليمين المتطرف عالميًا. وتشمل هذه الأدوات:

  • اختيار السياق المضلل، حيث تُعرض الحقائق ضمن إطار مشوه.
  • التكرار المكثف للرسائل حتى تبدو مألوفة وحقيقية.
  • التشكيك المستمر في المصادر الموثوقة، سواء الإعلام التقليدي أو المؤسسات الأكاديمية.
  • نشر نظريات المؤامرة، مثل الزعم بوجود قوى خفية تتحكم في السياسة والإعلام.

وبالإضافة إلى ذلك، أثبتت هذه الأدوات فعاليتها في صناعة خطاب يلقى رواجًا كبيرًا على شبكات التواصل الاجتماعي، مما يجعلها من أخطر التحديات المعاصرة.

دعاية MAGA… من واشنطن إلى لندن

من جهة أخرى، تكشف دعاية MAGA الأميركية المرتبطة بدونالد ترامب كيف يمكن تبسيط القضايا المعقدة في شعارات عاطفية. فهي تبني خطاب “نحن ضدهم”، مع استهداف النخب والمؤسسات الإعلامية. كذلك، انتقلت هذه الاستراتيجية إلى أوروبا، حيث يستخدمها سياسيون مثل فاراج، إلى جانب قنوات مثل GB News، لتأطير القضايا الداخلية ضمن سردية عالمية قائمة على الصراع والعداء.

الخطر على الجمهور العربي

في المقابل، لا يقتصر خطر التضليل على الغرب فقط، بل قد يتسرب إلى العالم العربي عبر الترجمة أو منصات التواصل. على سبيل المثال، تُستورد سرديات مثل “خطر المهاجرين” أو “المؤامرة العالمية” وتُستخدم لإثارة المخاوف وتقسيم الرأي العام. نتيجة لذلك، يصبح تعزيز الثقافة الإعلامية والتدقيق في المصادر ضرورة ملحة لحماية المجتمعات العربية من هذه الموجات.

توصيات للتصدي للتضليل

ولمواجهة هذا الخطر الإعلامي، يوصي الخبراء بعدة خطوات:
أولًا: التحقق من المصادر، عبر مطالعة الخبر من أكثر من وسيلة موثوقة.
ثانيًا: إدخال برامج تثقيف إعلامي تساعد الشباب على التمييز بين الأخبار المضللة والصحيحة.
ثالثًا: تعزيز المساءلة والشفافية، من خلال مطالبة القنوات بتصحيحات علنية عند نشر أخبار مغلوطة.
رابعًا: دعم الإعلام المستقل الذي يلتزم بالتدقيق والنزاهة.
خامسًا: تشجيع مشاركة الجمهور الفعالة، وعدم الاكتفاء بدور المتلقي السلبي.

خاتمة

في النهاية، يمكن القول إن التضليل ليس مجرد آراء منحازة، بل هو استراتيجية ممنهجة تهدف إلى صناعة واقع بديل يوجّه الرأي العام وفق مصالح معينة. وبالإضافة إلى ذلك، يمثل كل من فاراج وGB News نموذجًا بريطانيًا متأثرًا بشدة بالدعاية الأميركية من طراز MAGA، ما يوضح كيف يمكن للإعلام الشعبوي أن يزعزع الاستقرار ويضعف الثقة بالمؤسسات. لذلك، فإن التصدي للتضليل يبدأ محليًا عبر وعي الجمهور، شفافية الإعلام، وثقافة التحقق من الحقائق.

الاكثر قراءة

اشترك معنا

برعايـــة

حقوق النشر محفوظة لـ أخبار الكويت © 2025
تم تصميمه و تطويره بواسطة

www.enogeek.com