أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصريحات جديدة أثارت جدلاً واسعًا، حيث كشف خلال لقاء صحفي أنه اقترح على الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود “إعادة” النائبة الأمريكية إلهان عمر إلى بلدها الأم.
وبحسب رواية ترامب، فإن الرئيس الصومالي رفض الأمر بشكل قاطع، وهو ما قابله ترامب نفسه بالرفض أيضًا.
بالإضافة إلى ذلك، أوضح ترامب أن حديثه جاء بطريقة ساخرة، حيث أثار ضحك بعض الحضور من المسؤولين الذين كانوا يتابعون اللقاء. ومع ذلك، سرعان ما تحولت تلك المزحة إلى مادة مثيرة للانتقاد، خاصة في الأوساط السياسية والإعلامية الأمريكية.
رد إلهان عمر الغاضب
في المقابل، لم تتأخر النائبة الديمقراطية إلهان عمر، ذات الأصول الصومالية، في الرد على تصريحات ترامب. فقد وصفت الرئيس السابق بأنه “كذاب أحمق”، معتبرة أن ما صدر عنه لا يتجاوز محاولة جديدة لإثارة الجدل وتشويه سمعتها أمام الرأي العام.
كما أكدت عمر أن هذه التصريحات تعكس عقلية عنصرية لا تليق بشخص تولى منصب رئيس الولايات المتحدة. علاوة على ذلك، شددت على أن وجودها في مجلس النواب الأمريكي عن ولاية مينيسوتا يعكس ثقة ناخبيها بها، وليس من حق أحد التشكيك في شرعيتها السياسية.
خلفية الخلافات المتكررة
جدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها ترامب النائبة إلهان عمر. فقد سبق أن استهدفها مرارًا بانتقادات حادة تتعلق بمواقفها السياسية تجاه قضايا الهجرة والعلاقات الخارجية.
على سبيل المثال، اتهمها ترامب في فترات سابقة بعدم الولاء للولايات المتحدة بسبب مواقفها المناهضة لسياسات التدخل الخارجي. ومع ذلك، يرى كثيرون أن تلك الهجمات لم تؤثر على مكانتها داخل الكونغرس، بل عززت صورتها كأحد أبرز الأصوات التقدمية.
أبعاد سياسية أوسع
من ناحية أخرى، تأتي تصريحات ترامب الأخيرة في وقت حساس يشهد فيه الحزب الجمهوري نقاشات واسعة حول مستقبله السياسي. وبالتالي، فإن مثل هذه التصريحات قد تكون محاولة لجذب الانتباه الإعلامي وإعادة تسليط الضوء على مواقفه المثيرة للجدل.
في المقابل، يعتقد مراقبون أن هذه التصريحات قد تنعكس سلبًا على صورته، خصوصًا بين الناخبين من الأقليات الذين قد يعتبرونها دليلًا إضافيًا على نزعة عنصرية في خطابه.
تأثير محتمل على صورة الكونغرس
علاوة على ذلك، تفتح هذه الحادثة نقاشًا واسعًا حول صورة الكونغرس الأمريكي ومكانة أعضائه من خلفيات متنوعة. فوجود شخصية مثل إلهان عمر يعكس تنوعًا سياسيًا وثقافيًا، وهو ما يعتبره البعض دليل قوة للديمقراطية الأمريكية. بينما يرى آخرون أن استهدافها المتكرر يضعف هذا التنوع ويؤثر على مصداقية الخطاب السياسي.
الخلاصة
في النهاية، يمكن القول إن تصريحات ترامب بشأن إعادة إلهان عمر إلى الصومال لم تكن مجرد جملة عابرة، بل تعكس استمرار الصراع السياسي بين الطرفين. لذلك، من المتوقع أن تبقى هذه القضية جزءًا من السجالات الانتخابية المقبلة.
وبسبب طبيعة ترامب الجدلية، فإن كل تصريح يدلي به يفتح الباب أمام سجال إعلامي جديد. وبهذا، يتضح أن العلاقة المتوترة بين ترامب وإلهان عمر لن تهدأ قريبًا، بل قد تزداد حدة مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
