الأربعاء - 2025/10/15 10:29:39 صباحًا

NE

News Elementor

هذا الموقع بــرعاية

اعتراف بريطانيا بدولة فلسطين… من وعد بلفور إلى تصحيح المسار التاريخي

محتوي الخبر

في مشهد يحمل أبعادًا تاريخية وسياسية عميقة، أعلنت المملكة المتحدة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة اعترافها الرسمي بـ دولة فلسطين. هذه الخطوة وُصفت بأنها تصحيح لمسار امتد أكثر من قرن منذ صدور وعد بلفور عام 1917، الذي منح شرعية استعمارية لقيام الكيان الإسرائيلي على أرض فلسطين. واليوم، يأتي الاعتراف البريطاني بمثابة محاولة لتدارك ذلك الخطأ التاريخي، وإرسال رسالة واضحة بأن العدالة لا بد أن تُستعاد ولو بعد عقود طويلة من المعاناة.

من وعد بلفور إلى الاعتراف

لقد كان وعد بلفور نقطة البداية لمسار طويل من الظلم والاقتلاع. فقد مهد الطريق لاحتلال فلسطين وتشريد شعبها، كما أنه فتح المجال أمام تأسيس دولة إسرائيل على أنقاض الحقوق الفلسطينية. واليوم، حين تقرر بريطانيا – صاحبة الوعد – أن تعترف رسميًا بفلسطين كدولة مستقلة، فإنها في الواقع تعترف ضمنيًا بمسؤوليتها التاريخية عن معاناة الفلسطينيين.

بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا الاعتراف، وإن جاء متأخرًا، يحمل دلالات رمزية كبرى. على سبيل المثال، أبرزها أن الشعوب لا تنسى حقوقها مهما طال الزمن، وأن العالم بدأ يرى الحقيقة بوضوح أكبر.

جدية الاعتراف وأبعاده

يأتي الاعتراف البريطاني في توقيت بالغ الحساسية. فمن ناحية، تتصاعد الانتهاكات الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية. ومن ناحية أخرى، تزداد الدعوات الدولية لإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.

علاوة على ذلك، ما يضفي على الاعتراف جدية مضاعفة أنه صدر من دولة لطالما اعتُبرت جزءًا من الإرث الاستعماري في فلسطين. لذلك، فإن الموقف البريطاني لم يعد مجرد تضامن عاطفي أو تأييد نظري، بل أصبح إعلانًا سياسيًا يعيد التوازن للمشهد الدولي.

في المقابل، تدرك إسرائيل أن هذا التحول البريطاني قد يشكل بداية موجة اعترافات أوروبية أخرى، وهو ما يزيد الضغوط عليها للالتزام بالقرارات الأممية.

الأهمية للعالم العربي والإسلامي

لا يمثل هذا الاعتراف مجرد دعم لحقوق الفلسطينيين فحسب، بل إنه يفتح الباب أمام دول أوروبية أخرى لتغيير مواقفها التاريخية. نتيجةً لذلك، يمكن أن يتشكل ضغط دولي جديد على إسرائيل لإجبارها على احترام القانون الدولي.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الاعتراف البريطاني يؤكد أن نضال الفلسطينيين لم يكن عبثًا. كما أنه يعزز القناعة بأن وحدة الصف العربي والإسلامي تبقى الضمانة الأساسية لترجمة مثل هذه الاعترافات إلى واقع ملموس على الأرض.

على سبيل المثال، يمكن أن تستخدم الدول العربية هذه اللحظة لتقوية تحالفاتها، وتوحيد مواقفها في المحافل الدولية. بينما في المقابل، سيؤدي أي تشرذم عربي إلى إضعاف الموقف الفلسطيني.

نحو عدالة مؤجلة

قد لا يكون الاعتراف البريطاني نهاية المطاف، لكن مع ذلك يمثل بلا شك بداية مسار جديد في إعادة صياغة المواقف الغربية تجاه القضية الفلسطينية. فبعد أكثر من مئة عام على وعد بلفور، يعترف الغرب اليوم – ولو جزئيًا – بحق الشعب الفلسطيني في دولته.

ثم إن هذه اللحظة التاريخية تفرض على العالم العربي والإسلامي البناء عليها بجدية. لذلك، من الضروري تسريع مسار الاعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة، وصولًا إلى إنهاء الاحتلال وتحقيق العدالة المنشودة.

وأخيرًا، يمكن القول إن الاعتراف البريطاني ليس مجرد قرار سياسي، بل هو رسالة بأن صوت العدالة يمكن أن يعود بعد طول غياب، إذا ما وُجدت الإرادة الحقيقية.

الاكثر قراءة

اشترك معنا

برعايـــة

حقوق النشر محفوظة لـ أخبار الكويت © 2025
تم تصميمه و تطويره بواسطة

www.enogeek.com