أكد ولي العهد الكويتي أن دولة الكويت تدين بشدة العدوان الإسرائيلي الغاشم على دولة قطر الشقيقة، معبرًا في الوقت ذاته عن قلق بلاده البالغ إزاء تصاعد التوترات في المنطقة. وأضاف أن الاعتداء يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ولسيادة قطر، مؤكدًا أن الصمت الدولي لم يعد مقبولًا.
كما دعا ولي العهد المجتمع الدولي، ولا سيما مجلس الأمن، إلى تحمل مسؤولياته الكاملة تجاه التصعيد، موضحًا أن تجاهل هذه الانتهاكات يهدد الاستقرار الإقليمي والدولي.
دعوة لوقف إطلاق النار فورًا
وأوضح ولي العهد الكويتي في كلمته خلال القمة العربية الإسلامية المنعقدة في الدوحة، أن هناك ضرورة ملحة لوقف إطلاق النار بين جميع الأطراف المتنازعة. وأكد أن استمرار العمليات العسكرية من شأنه أن يفاقم الأوضاع ويعرقل الجهود الرامية إلى إحلال السلام.
وعلاوة على ذلك، شدد على أن استمرار العدوان لا يهدد فقط الأمن والاستقرار الإقليمي، بل يفتح الباب أمام موجة جديدة من التصعيد الخطير. لذلك، طالب بضرورة الإسراع في اتخاذ خطوات عملية تمنع إسرائيل من المضي في اعتداءاتها.
أهمية توحيد الجهود الإقليمية
كما شدد ولي العهد على ضرورة توحيد وتكثيف الجهود العربية والإسلامية لمواجهة محاولات زعزعة الاستقرار في المنطقة. وأشار إلى أن التغاضي عن هذه الاعتداءات يزيد الأوضاع سوءًا، مؤكدًا ضرورة اتخاذ مواقف حازمة لحماية الأمن القومي العربي.
وفي المقابل، أوضح أن ترك المجال مفتوحًا أمام إسرائيل سيجعلها أكثر تماديًا في ممارساتها، الأمر الذي يستدعي تكاتف الجميع لمنع فرض سياسة الأمر الواقع.
قمة الدوحة: اجتماع استثنائي في توقيت حساس
تستضيف الدوحة، اليوم الاثنين، قمة عربية إسلامية طارئة ردًا على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف منازل قيادات حماس داخل قطر.
سبق القمة أمس اجتماع وزاري واسع لوزراء الخارجية العرب والمسلمين، بحث سبل توحيد الموقف ضد التصعيد الإسرائيلي.
الوفود المشاركة والغيابات
توافدت الوفود الرسمية إلى الدوحة منذ مساء أمس، وكان من أبرز الحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس الموريتاني، ورئيسا جيبوتي والصومال، إضافة إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي.
لكن، على الرغم من المشاركة الواسعة، فقد لُوحظ غياب بعض القادة، إذ مثلت تونس والكويت والبحرين وعُمان بوفود وزارية فقط. في المقابل، حضر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بنفسه، كما وصل الرئيس اللبناني جوزيف عون على رأس وفد رسمي.
جدول أعمال القمة وأبرز الكلمات
تفتتح القمة بكلمات رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وأمين عام منظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
وبعد ذلك، يناقش القادة مشروع البيان الختامي، الذي يتضمن إدانة واضحة للهجوم الإسرائيلي، ومن المتوقع التصويت عليه واعتماده رسميًا خلال جلسة القمة.
خلفية الهجوم الإسرائيلي
الهجوم الأخير أسفر عن مقتل جهاد لبد، مدير مكتب القيادي الفلسطيني خليل الحية، إلى جانب نجله وعدد من مرافقيه. كما شمل محاولة فاشلة لاغتيال رئيس حركة حماس في غزة.
وبسبب ذلك، أثارت العملية ردود فعل عربية وإسلامية واسعة، ودفعت إلى تسريع الدعوة لعقد القمة الطارئة. نتيجةً لذلك، أعيد تسليط الضوء على خطورة الممارسات الإسرائيلية، وعلى الحاجة الملحة إلى تحرك عربي جماعي لحماية الأمن القومي.
قمة ينتظرها الجميع
في ظل هذه التطورات، يترقب الشارع العربي والإسلامي نتائج قمة الدوحة الطارئة. ورغم التباينات السابقة بين بعض الدول، إلا أن هناك توقعات كبيرة بأن تصدر القمة قرارات موحدة لوقف التصعيد.
وفي الختام، فالقمة ليست مجرد اجتماع سياسي، بل اختبار حقيقي للإرادة العربية والإسلامية في مواجهة العدوان الإسرائيلي، وتأكيد أن وحدة الصف السبيل لحماية الحقوق الفلسطينية واستقرار المنطقة.
