استقبل رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، السبت، قائد القيادة المركزية الأميركية الفريق أول بحري تشارلز برادفورد كوبر في العاصمة الدوحة.
خلال اللقاء، جرى استعراض العلاقات الاستراتيجية الوثيقة بين قطر والولايات المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، تمت مناقشة سبل دعم التعاون الثنائي وتعزيزه.
التعاون العسكري والدفاعي
شملت المباحثات بين الجانبين مجالات التعاون العسكري والدفاعي. علاوة على ذلك، تم التطرق إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
ويعكس هذا اللقاء استمرار التنسيق العسكري الوثيق بين الدوحة وواشنطن، خصوصًا في ظل التوترات المتصاعدة في المنطقة.
لقاءات قطرية أميركية متعددة
الزيارة جاءت بعد لقاء الشيخ محمد بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في نيويورك مساء الجمعة. ووصف دبلوماسي قطري هذا الاجتماع بأنه “رائع”.
وكتب نائب رئيس البعثة القطرية في واشنطن، حمد المفتاح، على منصة إكس: “عشاء رائع مع الرئيس. انتهى للتو!”. على سبيل المثال، أفاد مصدر مطلع أن الاجتماع بين ترامب وآل ثاني استمر ساعتين. كما ناقش ملفات متعددة، وكان إيجابيًا جدًا.
في المقابل، حضر المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف اللقاء، بحسب ما ذكرته مراسلة شبكة “NewsNation” كيلي ماير.
اجتماعات مع قيادات أميركية بارزة
إلى جانب لقاء ترامب، اجتمع رئيس الوزراء القطري مع نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيا.
وصف الطرفان هذه الاجتماعات بأنها إيجابية. لذلك، يرى مراقبون أن هذه الجولة السياسية تهدف إلى توثيق العلاقات الثنائية وترسيخ الشراكة الاستراتيجية.
الغارة الإسرائيلية على الدوحة
الزيارة القطرية إلى الولايات المتحدة جاءت بعد أيام قليلة على الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مجمعًا في الدوحة. وكان يضم قادة من حركة حماس اجتمعوا لمناقشة مقترح أميركي لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
أثارت هذه الضربة موجة غضب عربي ودولي. علاوة على ذلك، اعتبرت الخارجية القطرية أن الهجوم “غادر” ويتسق مع “إرهاب الدولة”.
انتقاد ترامب لنتنياهو
في تطور لافت، وجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتقادًا نادرًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقال ترامب إنه “ليس سعيدًا” بالهجوم على الدوحة. في المقابل، شدد رئيس الوزراء القطري على أن نتنياهو “يجب أن يُساق إلى العدالة”.
انعكاسات سياسية وأمنية
يرى محللون أن هذا الهجوم قضى على أي أمل لإطلاق سراح الرهائن في غزة. لذلك، يمثل عائقًا أمام أي تقدم في المفاوضات الجارية.
كما أكد الشيخ محمد أن هذه الضربة تعكس تعنت الحكومة الإسرائيلية، مما يعمّق الأزمة ويزيد من تعقيد المشهد السياسي.
أهمية اللقاءات القطرية الأميركية
من الواضح أن اللقاءات المكثفة بين الشيخ محمد والقيادات الأميركية تأتي في توقيت حساس. أولًا، لأنها تؤكد عمق العلاقات بين الدوحة وواشنطن. ثانيًا، لأنها تضع قطر في قلب الجهود الدولية لحل أزمة غزة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه اللقاءات تمنح الدوحة زخمًا سياسيًا كبيرًا يعزز من دورها كوسيط موثوق في الملفات الإقليمية.
خلاصة
ختامًا، يمكن القول إن استقبال الشيخ محمد لقائد القيادة المركزية الأميركية، إلى جانب لقاءاته المتعددة في نيويورك، يعكس حرص قطر على تعزيز الشراكة مع الولايات المتحدة. علاوة على ذلك، فإن الموقف القطري الرافض للغارة الإسرائيلية على الدوحة، ورسائل ترامب المنتقدة لنتنياهو، تضيف أبعادًا جديدة للمشهد السياسي.
لذلك، تبقى هذه التطورات محطة مهمة قد تعيد رسم مسار التوازنات الإقليمية والدولية في الفترة المقبلة.