أكدت وسائل إعلام رومانية أن مقاتلتين من طراز F-16 اعترضتا مسيرة روسية دخلت المجال الجوي بشكل مثير للجدل.
وبالإضافة إلى ذلك، شددت التقارير على أن الحادث يعكس تزايد المخاطر الأمنية في منطقة شرق أوروبا، خاصة مع قرب رومانيا من ساحة الحرب الروسية الأوكرانية.
كما أن هذا التطور يُظهر مدى يقظة حلف الناتو في التعامل مع أي تهديدات محتملة.
استدعاء السفير الروسي في باريس
على صعيد متصل، استدعى وزير الخارجية الفرنسي في الحكومة المستقيلة، جان نويل بارو، السفير الروسي في باريس على خلفية اختراق الطائرات المسيّرة الروسية للمجال الجوي البولندي.
وقال بارو في تصريحات صحفية: “إن هذا التوغل، سواء كان مقصودًا أم عرضيًا، أمر بالغ الخطورة وغير مقبول على الإطلاق.”
وعلاوة على ذلك، أكد أن روسيا سترتكب خطأً فادحًا إذا اعتبرت أن الأوروبيين وحلفاء الناتو ليسوا متحدين.
موقف الناتو والدول الأوروبية
من ناحية أخرى، أوضح بارو أن الناتو هو تحالف دفاعي قوي، بل هو “الأقوى والأكثر ردعًا في العالم”.
وفي المقابل، اعتبرت عدة دول أوروبية أن هذه الحوادث لا يمكن التغاضي عنها.
لذلك، بدأت وارسو التنسيق مع شركائها في الناتو، بعد أن أعلنت الأربعاء أن مقاتلاتها أو مقاتلات الحلف أسقطت “أجسامًا معادية” إثر انتهاكات متكررة للمجال الجوي البولندي.
وبمعنى آخر، يعد هذا التصعيد سابقة خطيرة منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.
انعقاد مجلس الأمن الدولي
إلى جانب ذلك، يجتمع مجلس الأمن الدولي اليوم الجمعة لمناقشة خرق المسيّرات الروسية للأجواء البولندية.
كما أن هذا الاجتماع يكتسب أهمية مضاعفة، لأنه يأتي في وقت يشهد فيه العالم تزايدًا في التوترات العسكرية، وتخوفًا من توسع نطاق الحرب إلى دول أعضاء في الناتو.
وعلى سبيل المثال، حذرت عدة عواصم أوروبية من أن استمرار هذه الانتهاكات قد يقود إلى مواجهة مباشرة مع روسيا.
الموقف الفرنسي والإجراءات الدفاعية
وفي خطوة لافتة، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن باريس ستنشر ثلاث طائرات مقاتلة لدعم حماية المجال الجوي البولندي.
وبالإضافة إلى ذلك، تهدف هذه الخطوة إلى تعزيز القدرات الدفاعية للناتو في الجناح الشرقي، وإرسال رسالة واضحة لموسكو بأن أي خرق للأجواء الأوروبية لن يمر دون رد.
كما أن هذه الإجراءات تأتي على غرار خطوات مشابهة اتخذتها دول أوروبية أخرى، مثل ألمانيا وبريطانيا، التي أكدت التزامها بأمن بولندا كجزء من التزاماتها داخل الناتو.
قراءة في تداعيات التصعيد
من المهم الإشارة إلى أن هذه الحوادث لا تعكس مجرد اختراق عابر، بل تحمل في طياتها رسائل سياسية وعسكرية خطيرة.
ففي حين تؤكد روسيا أن بعض الانتهاكات قد تكون غير مقصودة، يرى خبراء عسكريون أنها جزء من استراتيجية اختبار ردود فعل الناتو.
نتيجةً لذلك، تتزايد المخاوف من احتمال توسع الحرب إلى جبهات جديدة، ما قد يعقد مسار الحلول الدبلوماسية.
الخلاصة
باختصار، يعكس اعتراض المقاتلات الرومانية للمسيّرة الروسية واستدعاء السفير الروسي في باريس حجم التوتر المتصاعد بين روسيا ودول الناتو.
وبينما تحاول أوروبا، بقيادة فرنسا وبولندا، إرسال رسائل ردع واضحة، تواصل موسكو اتباع أسلوب الاختراقات الجوية الذي يثير جدلاً واسعًا.
وفي النهاية، يظل السؤال المطروح: هل ستبقى هذه الأحداث مجرد مناوشات حدودية، أم أنها ستفتح الباب أمام مواجهة مباشرة بين روسيا والناتو؟

