شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال اتصال هاتفي تلقاه من رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، على رفض مصر القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم. وأكد أن أي تحرك في هذا الاتجاه يشكل تهديدًا مباشرًا لمنظومة السلام الإقليمي.
وبالإضافة إلى ذلك، أوضح السيسي أن مثل هذه الخطط قد تؤدي إلى موجات نزوح غير مسبوقة، وهو ما قد ينتج عنه هجرة غير شرعية نحو أوروبا. وبالتالي، فإن الموقف المصري يعكس القلق المتزايد من تصاعد النزاع في الشرق الأوسط.
موقف القاهرة من التهجير
ووفقًا لبيان الرئاسة المصرية، ركز السيسي على أن القاهرة ترفض تمامًا أي خطط تهجير، مبينًا أن ذلك لا يمثل فقط انتهاكًا صارخًا للحقوق الفلسطينية، بل يشكل كذلك تهديدًا للأمن القومي المصري والإقليمي.
وعلاوة على ذلك، شدد الرئيس المصري على أن هذا التوجه قد يقوض أي فرص لتحقيق الاستقرار. لذلك، دعا إلى ضرورة وقف فوري لإطلاق النار وضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
أهمية المساعدات الإنسانية
كما أكد السيسي على أهمية رفع القيود الإسرائيلية المفروضة على عبور المساعدات. وأضاف أن ذلك يشمل أيضًا الإفراج عن الرهائن والأسرى. وبذلك، أوضح أن مصر ترى أن أي تسوية حقيقية للنزاع لا بد أن تقوم على معالجة البعد الإنساني إلى جانب البعد السياسي.
الترحيب بالخطوة البريطانية
وجدد السيسي ترحيب مصر بإعلان المملكة المتحدة اعتزامها الاعتراف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر 2025. وأشار إلى أن هذه الخطوة تمثل تطورًا مهمًا في مسار دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وبالإضافة إلى ذلك، اعتبر أن الاعتراف البريطاني يعزز الجهود الدولية الرامية إلى تنفيذ حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار المستدام في المنطقة.
تقدير بريطاني للجهود المصرية
من جانبه، أعرب رئيس وزراء بريطانيا عن تقديره للجهود المصرية المتواصلة بالتنسيق مع دولة قطر والولايات المتحدة. وأوضح أن القاهرة تلعب دورًا محوريًا في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
كما أشار إلى أن هذه الجهود تسهم في تسهيل دخول المساعدات الإنسانية وإنهاء الكارثة التي يشهدها القطاع، علاوة على العمل من أجل إطلاق سراح الرهائن والأسرى.
إدانة الاعتداء على قطر
وفي سياق متصل، اتفق الزعيمان على إدانة الاعتداء الإسرائيلي الأخير على دولة قطر. وأوضحا أن هذا الاعتداء يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، فضلًا عن كونه خرقًا واضحًا لمبدأ احترام سيادة الدول.
لذلك، شددا على أن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك لوقف هذه الانتهاكات المتكررة.
مناقشة الأزمات الإقليمية
وأوضح المتحدث باسم الرئاسة المصرية أن الاتصال تناول أيضًا مستجدات عدد من الأزمات الإقليمية. وأكد أن الزعيمين شددا على ضرورة تسويتها عبر المسارات السياسية والوسائل السلمية.
وعلاوة على ذلك، تم التأكيد على أهمية الحفاظ على وحدة الدول وسيادتها وصون مقدرات شعوبها، بما يسهم في منع مزيد من التوترات.
تصريحات ستارمر السابقة
وجاء الاتصال بين السيسي وستارمر بعد أسابيع من تصريحات الأخير في يوليو 2025. ففي ذلك الوقت، أعلن رئيس الوزراء البريطاني عزمه الاعتراف بالدولة الفلسطينية في حال لم توقف إسرائيل عملياتها في غزة.
وبالتالي، فإن الموقف البريطاني الأخير يعكس ضغوطًا داخلية في حزب العمال البريطاني، إلى جانب غضب شعبي واسع نتيجة صور المآسي الإنسانية في القطاع.
