تحوّل عالمي اقتصادي محتمل وفق رؤية ريتشارد وولف
في فيديو بعنوان “Something SERIOUS Is About to Hit America…”، يقدّم الاقتصادي الأمريكي ريتشارد وولف تحليلاً عميقًا يعكس قلقه إزاء التراجع الملحوظ في الهيمنة الاقتصادية الأميركية، مقارنة بظهور تحالف دولي جديد بقيادة الاقتصاد الصيني وبلدان بريكس. 
التراجع الأميركي وصعود بريكس
يُشير الفيديو إلى أن حصة مجموعة دول «بريكس» (البرازيل، روسيا، الهند، الصين، جنوب إفريقيا) من الناتج العالمي تتجاوز 35٪، بينما لا تتعدّى حصة مجموعة الدول الصناعية السبع (G7) نسبة 28٪ فقط  . يعبّر هذا التحول عن بداية تبدّل في موازين القوى الاقتصادية العالمية، وهي مؤشرات تدل على تآكل النفوذ الأميركي.
منهج تحليل وولف النقدي
يعتمد وولف على إطار تحليلي مستمد من تاريخ صعود وسقوط الإمبراطوريات، موضّحًا أن الأنماط التاريخية تتكرر، حيث كانت بريطانيا كبيرة ثم تراجعت، لتظهر الولايات المتحدة كالإمبراطورية السائدة، لكنه يرى أن ملامح التراجع بدأت تظهر بشكل واضح في القرن الحادي والعشرين  .
موقف وولف حول السياسات الأميركية
يرى وولف أن القيادة الأميركية تتعامل مع هذا الواقع بعنف مفرط، عبر رفع رسوم الجمرك على الدول الأخرى، في محاولة يائسة للحفاظ على ما تبقّى من نفوذ، لكنه يصف هذه الخطوة بأنها قليلة الفعالية وتفتقر إلى الصلابة الدولية.
تأثيرات اقتصادية محتملة
• احتدام المنافسة الكبيرة: بروز الصين ودول بريكس ككيانات اقتصادية قوية ومتماسكة، يثير تساؤلات جدية حول قدرة الغرب على الحفاظ على موقعه القيادي.
• أزمة هوية أميركية: يبرز وولف قلقًا من أن الولايات المتحدة لم تُظهر حتى الآن استجابة فعالة لتعاظم التحديات، متهمة القيادة الأميركية بـ”الإنكار” أو التغاضي عن الواقع الاقتصادي المتحوّل  .
• ضرورة إعادة التفكير في السياسات: يرى المحلل أن الحل لا يكمن في الإجراءات العقابية تجاه المنافسين، بل في الابتكار وإعادة بناء القدرات الصناعية والتكنولوجية في الداخل.
خلاصة
في هذا التقرير، يُقدّم ريتشارد وولف تحذيرًا مستندًا إلى قراءات قائمة على التاريخ والتطورات الاقتصادية الراهنة: الاقتصاد الأميركي لم يعد القائد المتفرد في الساحة العالمية، وتنامي قوة الصين ودول «بريكس» يفرض تحديًا جذريًا. الخطوة الحقيقية المطلوبة، وفقًا لوولف، هي استعادة القدرة الداخلية الأميركية عبر سياسات تعزز الابتكار والتعاون، لا الانكفاء وراء الرسوم الجمركية.
