قالت شركة مايكروسوفت إن عملاء منصتها للخدمات السحابية “أزور” (Azure) قد يواجهون صعوبات في تصفح الإنترنت، وذلك بعد انقطاع عدة كابلات دولية في البحر الأحمر.
وأضافت الشركة في تحديث رسمي عبر موقعها أن حركة البيانات المارة عبر منطقة الشرق الأوسط، سواء القادمة من آسيا أو المتجهة إلى أوروبا، قد تأثرت بشكل واضح بسبب هذا العطل.
خطوات لتخفيف الأضرار
وأوضحت مايكروسوفت أن فرقها الهندسية تحركت بسرعة من أجل التخفيف من آثار الانقطاع.
وبالإضافة إلى ذلك، قامت الشركة بإعادة توجيه حركة المرور إلى مسارات بديلة، مما ساعد على استمرار الخدمات دون توقف كامل.
وعلى الرغم من ذلك، لم تكشف مايكروسوفت تفاصيل دقيقة حول كيفية تعرض الكابلات للقطع أو الجهة المسؤولة عن الحادث.
أهمية منصة “أزور”
تُعد منصة أزور ثاني أكبر مزود عالمي للخدمات السحابية بعد “أمازون ويب سيرفيسز” (AWS).
وعلاوة على ذلك، يعتمد ملايين العملاء من الشركات والمؤسسات والحكومات حول العالم على خدمات أزور لتخزين البيانات وتشغيل التطبيقات.
لذلك، فإن أي خلل في خدماتها قد يؤثر على قطاعات حيوية مثل المال، والاتصالات، والتجارة الإلكترونية.
البحر الأحمر.. ممر حيوي للكابلات
من الجدير بالذكر أن البحر الأحمر يمثل واحدًا من أهم الممرات العالمية لربط أوروبا وآسيا وأفريقيا عبر مصر.
وبسبب هذا الموقع الجغرافي الاستراتيجي، تمر عشرات الكابلات البحرية التي تنقل مليارات التيرابايت من البيانات يوميًا عبر هذه المنطقة.
وعلى سبيل المثال، تعتمد خدمات البنوك، وشركات التكنولوجيا، ومزودو الإنترنت بشكل كبير على هذه الكابلات.
تأثيرات إقليمية ودولية
في المقابل، يرى محللون أن أي اضطراب في حركة الكابلات البحرية بالبحر الأحمر ينعكس سريعًا على الاقتصاد الرقمي العالمي.
فنتيجةً لذلك، يمكن أن ترتفع تكلفة الخدمات الإلكترونية، كما قد تتأثر تطبيقات حساسة مثل الاجتماعات الافتراضية، والألعاب الإلكترونية، والخدمات المالية.
وعلى الرغم من الجهود المبذولة لإيجاد حلول بديلة، إلا أن استقرار الشبكة يظل مرتبطًا بسلامة هذه الكابلات.
إجراءات الطوارئ
كذلك، أكدت مايكروسوفت أنها ستواصل مراقبة الوضع بشكل مستمر، مع اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان مرونة الخدمات السحابية.
ولذلك، فإن الشركة تطمئن عملاءها بأن البيانات آمنة وأن خدماتها الأساسية لم تتوقف رغم التحديات الحالية.
كما شددت على أن التنسيق جارٍ مع شركاء دوليين لتسريع إصلاح الأعطال وإعادة الأمور إلى طبيعتها.
مستقبل الاتصالات البحرية
على المدى الطويل، يرى خبراء الاتصالات أن هذه الحوادث تؤكد الحاجة إلى تنويع مسارات الكابلات البحرية.
وبالإضافة إلى ذلك، يجري التفكير في تعزيز الاعتماد على تقنيات أخرى مثل الأقمار الصناعية لتقليل المخاطر.
ولهذا السبب، يتوقع أن تستثمر شركات التكنولوجيا الكبرى مبالغ ضخمة في البنية التحتية لضمان استقرار الإنترنت عالميًا.
خلاصة
في النهاية، يكشف انقطاع الكابلات في البحر الأحمر عن هشاشة البنية التحتية التي يعتمد عليها العالم الرقمي اليوم.
وبسبب ذلك، تؤكد مايكروسوفت أن التحدي الأكبر يكمن في ضمان استمرار الخدمات رغم الأزمات، وهو ما يعكس أهمية التعاون الدولي في حماية ممرات الاتصالات البحرية.
