أعلنت دار أزياء أرماني، يوم الخميس، وفاة المصمم الإيطالي جيورجيو أرماني عن عمر ناهز 91 عاماً. ويُعد أرماني أحد أبرز رموز صناعة الموضة في العالم، حيث اشتهر بتصميماته التي جمعت بين البساطة والأناقة، كما جمع بين إبداع المصمم وحنكة رجل الأعمال.
بالإضافة إلى ذلك، قاد أرماني شركة ناجحة حققت إيرادات سنوية تقدر بنحو 2.3 مليار يورو (ما يعادل 2.7 مليار دولار)، مما جعله أحد أهم رواد صناعة الأزياء الفاخرة على مستوى العالم.
مسيرة طويلة من النجاح
من الجدير بالذكر أن جيورجيو أرماني لم يكن مجرد مصمم عادي، بل كان رمزاً للأناقة الإيطالية. علاوة على ذلك، أسس علامة تجارية صارت مرادفاً للجودة والابتكار. وقد ارتدى العديد من نجوم هوليوود والعالم من تصاميمه في المناسبات الكبرى، مما عزز مكانته كأيقونة عالمية.
كما أن أرماني كان يحافظ على هوية واضحة في تصاميمه، إذ ركز على الألوان الكلاسيكية والخطوط البسيطة، وهو ما ساعده في إرساء مدرسة خاصة في عالم الموضة.
تحديات صحية في عامه الأخير
في يوليو الماضي، وبمناسبة عيد ميلاده الـ91، كتب أرماني رسالة مفتوحة أعلن فيها عزمه العودة إلى العمل في سبتمبر، بعد أن أجبرته مشكلة صحية على الغياب عن عروض الأزياء في ميلانو وباريس.
على الرغم من ذلك، كانت هذه هي المرة الأولى التي يغيب فيها عن حدث من هذا النوع. كذلك، أشارت شركته في يونيو إلى أنه كان يتعافى في منزله، بينما ذكرت بعض وكالات الأنباء الإيطالية أنه دخل المستشفى لبضعة أيام دون توضيح تفاصيل حالته الصحية.
رسالة مؤثرة لجمهوره
قال أرماني في رسالته التي نشرتها عدة صحف إيطالية: “في الأسابيع الماضية شعرت بمحبة كبيرة من العائلة والزملاء والجمهور”. وأضاف أيضًا أنه افتقد تصفيق الحضور في عروض الأزياء، لكنه عبّر عن امتنانه العميق لكل من دعمه في تلك الفترة الصعبة.
وبالإضافة إلى ذلك، أكد أنه يتطلع لرؤيتهم مرة أخرى في سبتمبر، وهو ما عكس عزيمته القوية رغم تقدمه في العمر. إلا أن رحيله المفاجئ أوقف هذه العودة المنتظرة، تاركاً فراغاً كبيراً في عالم الموضة.
إرث أرماني في عالم الأزياء
نتيجةً لذلك، لم يكن خبر وفاته مجرد فقدان لشخص، بل خسارة لمدرسة كاملة في عالم التصميم. فقد ساهم أرماني في تغيير مفاهيم الموضة الحديثة، وجعل من البساطة لغة عالمية للأناقة.
على سبيل المثال، لعبت تصاميمه دوراً محورياً في تعزيز صورة “الأناقة العملية” التي تناسب الحياة اليومية وفي الوقت نفسه تحافظ على الطابع الفاخر.
في المقابل، يرى بعض النقاد أن إرث أرماني يتجاوز حدود الأزياء، ليصل إلى تأثيره الثقافي والاجتماعي. فقد كان سفيراً للذوق الإيطالي، ورسخ صورة إيطاليا كموطن للأناقة والفن والإبداع.
مستقبل دار أرماني بعد رحيله
يبقى السؤال الآن: ماذا سيحدث لمستقبل دار أرماني بعد رحيل مؤسسها؟ على الرغم من أن الشركة تمتلك إدارة قوية وهيكل تنظيمي متماسك، إلا أن غياب شخصية كارزمية مثل أرماني قد يترك أثره على مسار العلامة.
ومع ذلك، يرى مراقبون أن إرثه العريق ورؤيته المترسخة في ثقافة الشركة قد يمنحانها القدرة على الاستمرار والتطور. لذلك، يظل تأثيره ممتداً لسنوات مقبلة، سواء في تصاميم العلامة أو في ثقافة الموضة العالمية.
