أعلن جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك”، اليوم الأربعاء، أنه تمكن بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي من اعتقال خلية تابعة لحركة حماس في منطقة الخليل. وأوضح أن الخلية كانت تعمل بتوجيه من قيادة الحركة في تركيا، بهدف تنفيذ عملية اغتيال ضد وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
تفاصيل الاعتقال
بحسب بيان الشاباك، جرى اعتقال عناصر الخلية خلال الأسابيع الأخيرة بعد متابعة أمنية دقيقة. علاوة على ذلك، كشفت التحقيقات أن أفراد المجموعة اشتروا عدة طائرات مسيرة. كما أنهم خططوا لاستخدامها في تنفيذ هجوم عبر تركيب عبوات ناسفة عليها.
بالإضافة إلى ذلك، أكد الجهاز أن الطائرات تم ضبطها أثناء عملية الاعتقال، وهو ما أحبط المخطط قبل تنفيذه.
أهداف المخطط
أوضح الشاباك أن الهدف الرئيس للخلية كان استهداف الوزير إيتمار بن غفير. لذلك، عملت المجموعة بسرية تامة وبإشراف مباشر من قيادات حماس في الخارج.
على سبيل المثال، حاولت الخلية تطوير وسائل هجومية جديدة عبر استخدام الطائرات المسيّرة. وهذا يعكس، بحسب الجهاز، سعي حماس إلى إدخال أدوات غير تقليدية في المواجهة مع إسرائيل.
تصريحات الشاباك
وجاء في بيان الجهاز: “جهاز الأمن العام سيواصل العمل على إحباط أي محاولة من جانب حركة حماس لتنفيذ عمليات إرهابية ضد دولة إسرائيل ومواطنيها، وسيعمل على تقديم المتورطين إلى العدالة”.
وبذلك، يسعى الشاباك إلى توجيه رسالة واضحة مفادها أن إسرائيل لن تسمح بأي نشاط مسلح يستهدف قادتها أو مواطنيها.
خلفية سياسية
من جهة أخرى، تزامن الإعلان مع جدل سياسي أثاره الوزير بن غفير قبل أيام. إذ نشر على حسابه في منصة “إكس” صورة تجمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي اغتيل في طهران.
وأضاف بن غفير تعليقًا مثيرًا للجدل: “Turkey = Hamas” أي “تركيا = حماس”، في إشارة إلى اتهامه أنقرة بدعم الحركة.
ردود الفعل المحتملة
من المتوقع أن يثير الكشف عن هذه الخلية ردود فعل واسعة. فمن ناحية، قد تستخدم الحكومة الإسرائيلية الحادثة لتبرير مزيد من الإجراءات الأمنية. ومن ناحية أخرى، قد ينعكس الخبر على العلاقات الإسرائيلية – التركية، خاصة بعد تصريحات بن غفير الأخيرة.
في المقابل، لم يصدر تعليق رسمي من الجانب التركي حتى الآن بشأن هذه الاتهامات. لكن مع ذلك، قد يزداد التوتر الدبلوماسي بين أنقرة وتل أبيب في المرحلة المقبلة.
دلالات أمنية
يشير مراقبون إلى أن هذه الحادثة تكشف عن تصاعد خطط حماس خارج الأراضي الفلسطينية. كذلك، يرى البعض أن استخدام الطائرات المسيرة يمثل تطورًا نوعيًا في أسلوب الحركة.
وبسبب ذلك، قد تضطر إسرائيل إلى تعزيز أنظمتها الدفاعية لمواجهة هذا النوع من التهديدات. كما أن الكشف عن ارتباط الخلية بتركيا يعمق المخاوف الإسرائيلية من نشاطات الحركة في الخارج.
الخلاصة
أخيرًا، يمكن القول إن إعلان الشاباك عن إحباط مخطط اغتيال الوزير إيتمار بن غفير يعكس استمرار الصراع الأمني بين إسرائيل وحماس. ومع ذلك، فإن البعد السياسي يظل حاضرًا بقوة، خاصة مع الاتهامات الموجهة إلى تركيا.
لذلك، يبقى الملف مرشحًا لمزيد من التوتر في الداخل الإسرائيلي، وكذلك على مستوى العلاقات الإقليمية والدولية.