أعلنت السفارة البريطانية في القاهرة، الأحد، إغلاق المبنى الرئيسي لها في حي جاردن سيتي، بعد أن أزالت السلطات المصرية الحواجز الأمنية التي كانت قائمة لسنوات أمام مقرها.
تفاصيل إعلان السفارة
وقالت السفارة في بيان عبر حسابها الرسمي على منصة “إكس”، تويتر سابقًا، إن السلطات المصرية أزالت، الأحد 31 أغسطس، الحواجز الأمنية خارج مقر السفارة البريطانية في القاهرة.
وبالإضافة إلى ذلك، أكدت السفارة أن المبنى الرئيسي سيبقى مغلقًا حتى تتم مراجعة تأثير هذه التغييرات الأمنية.
كما شددت على أن المساعدة القنصلية الطارئة لا تزال متاحة، لكنها نصحت المواطنين بضرورة متابعة نصائح السفر الخاصة بها والتواصل معها هاتفيًا عند الحاجة.
تعليق الإعلامي أحمد موسى
من جانبه، علق الإعلامي المصري أحمد موسى على ما جرى، حيث قال في تدوينة عبر حسابه على “إكس” إن ما حدث جاء استجابة لمطالب الشعب المصري.
وأضاف موسى أن رفع الحواجز وفتح الشوارع أمام السفارة البريطانية في جاردن سيتي يمثل تصحيحًا لوضع خاطئ استمر سنوات طويلة.
كما أوضح أن تلك الحواجز المبالغ فيها كانت تعيق حركة المرور وتضيق على المواطنين في منطقة مهمة بالعاصمة.
وبالتالي، يرى موسى أن القرار يعكس قوة الدولة المصرية وحرصها على تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل مع كل الدول.
دعوة إلى تطبيق المعاملة بالمثل
وأشار موسى في تدوينته إلى أن “المعاملة بالمثل هو القرار الذي يجب تطبيقه على الجميع دون استثناء”.
وأوضح أن مصر دولة قوية وكبيرة، ولا يمكن أن تخضع لأي ابتزاز سياسي أو مساومات خارجية.
كما أكد أن من يحترم السيادة المصرية سيجد الاحترام متبادلًا، بينما من يحاول فرض شروط أو امتيازات خاصة سيجد ردًا حاسمًا.
انتقاد لموقف بريطانيا
وفي تدوينة أخرى، وجه موسى انتقادًا حادًا للموقف البريطاني.
فقال إن السفارة البريطانية أغلقت أبوابها الرئيسية ودعت المواطنين للتواصل هاتفيًا لحجز المواعيد، وهو ما اعتبره رد فعل متسرعًا.
كما أشار إلى أن بريطانيا تتجاهل تهديدات تطال السفارة المصرية في لندن، ومع ذلك توفر الحماية الكاملة هناك.
بينما، على حد تعبيره، تتعامل بحدة عندما تقرر مصر إزالة الحواجز أمام سفارتها في القاهرة.
لذلك، وصف موسى هذا الموقف بأنه “تقمص سياسي”، مشيرًا إلى أن مصر تراعي حقوق الإنسان وحقوق المارة وقائدي السيارات بفتح الشوارع وإزالة العوائق.
دلالات القرار المصري
يعكس رفع الحواجز الأمنية وفتح شوارع جاردن سيتي توجهًا مصريًا جديدًا في التعامل مع البعثات الدبلوماسية.
على الرغم من التحديات الأمنية، تسعى السلطات المصرية لتحقيق التوازن بين حماية المقرات الدبلوماسية وضمان حرية تنقل المواطنين في العاصمة.
وعلاوة على ذلك، يوجه القرار رسالة واضحة بأن مصر ترفض أي امتيازات مبالغ فيها للسفارات الأجنبية على حساب المواطن.
تأثير الخطوة على العلاقات المصرية البريطانية
قد يفتح هذا التطور بابًا واسعًا للنقاش حول مستقبل العلاقات بين مصر وبريطانيا.
فمن جهة، ترى القاهرة أن المعاملة بالمثل هي أساس العلاقات المتوازنة.
ومن جهة أخرى، يظهر رد فعل السفارة البريطانية انزعاجًا من فقدان الامتيازات الأمنية السابقة.
وبالتالي، يبقى السؤال: هل ستتأثر العلاقات الثنائية بهذه الخطوة أم سيبقى التعاون قائمًا في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية؟
خاتمة
في النهاية، يعكس قرار إزالة الحواجز الأمنية أمام السفارة البريطانية في القاهرة خطوة حاسمة من الدولة المصرية لتأكيد سيادتها وتطبيق مبدأ المساواة بين جميع البعثات الأجنبية.
وبالإضافة إلى ذلك، يوضح تعليق أحمد موسى أن الشارع المصري يرحب بهذا الإجراء، باعتباره يعيد التوازن بين متطلبات الأمن وحقوق المواطنين.
لذلك، ما حدث في جاردن سيتي ليس إجراءً أمنيًا فقط، بل رسالة سياسية تؤكد ثقة مصر في قدرتها على حماية السفارات دون المساس بحرية تنقل مواطنيها.
