استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار، في مقر الرئاسة الروسية “الكرملين”.وعقد الجانبان اللقاء بهدف تعزيز العلاقات الثنائية بين روسيا والهند، إذ تعتبر الهند وروسيا من أقدم وأقوى الشركاء الاستراتيجيين في المنطقة.
ونقلت وكالة أنباء “تاس” الروسية أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، والنائب الأول لرئيس الوزراء الروسي دينيس مانتوروف، وكذلك السفير الهندي لدى روسيا فيناي كومار، حضروا المحادثات.
مناقشة زيارة بوتين إلى الهند
بالإضافة إلى ذلك، تناولت المحادثات التحضير لزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المرتقبة إلى الهند نهاية العام الجاري.
علاوة على ذلك، شدد الطرفان على أن الزيارة المقبلة ستكون بمثابة محطة مهمة في مسار العلاقات الثنائية، إذ ستفتح الباب أمام اتفاقيات جديدة في مجالات الطاقة والدفاع والاستثمار.
اللجنة الحكومية المشتركة
على صعيد متصل، كان وزير الخارجية الهندي قد ترأس، أمس الأربعاء، الاجتماع السادس والعشرين للجنة الحكومية الروسية الهندية للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتقني والثقافي.
ومن خلال هذا الاجتماع، أكد الجانبان أهمية تطوير آليات التعاون في مجالات عدة. على سبيل المثال، بحثت اللجنة سبل زيادة التبادل التجاري، وتعزيز الاستثمارات المشتركة.
التعاون الاقتصادي بين البلدين
في المقابل، يرى مراقبون أن التعاون الاقتصادي يشكل العمود الفقري للعلاقات بين موسكو ونيودلهي. فالهند تُعد من أكبر المستوردين للنفط والغاز الروسي، بينما تعد روسيا من أبرز موردي المعدات العسكرية إلى الجيش الهندي.
كما أن الشركات الروسية تسعى إلى تعزيز وجودها في السوق الهندية، خاصة في مجالات البنية التحتية والطاقة والاتصالات. نتيجةً لذلك، يمكن القول إن التعاون الاقتصادي بين البلدين يسير بخطوات متسارعة نحو مستويات غير مسبوقة.
البعد السياسي والاستراتيجي
مع ذلك، لم يقتصر اللقاء على الملفات الاقتصادية فقط، بل تطرق أيضًا إلى القضايا السياسية والاستراتيجية. فمن جهة، ناقش بوتين وجايشانكار تطورات الأوضاع الدولية، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا وتداعياتها على الأمن العالمي. ومن جهة أخرى، أكد الجانبان على ضرورة مواصلة التنسيق في المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة شنغهاي للتعاون.
وبالتالي، فإن هذا الحوار يعكس إدراك البلدين لأهمية تعزيز التعاون السياسي في مواجهة التحديات الدولية الراهنة.
العلاقات الثقافية والعلمية
إضافة إلى الملفات السياسية والاقتصادية، ناقش الجانبان كذلك سبل توسيع التعاون الثقافي والعلمي. على سبيل المثال، تم التطرق إلى زيادة التبادل الطلابي بين الجامعات الروسية والهندية، وتشجيع الأبحاث المشتركة في مجالات التكنولوجيا والطب والطاقة المتجددة.
ومن المتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة إطلاق مبادرات مشتركة تهدف إلى تعزيز التفاهم الثقافي والتقني بين الشعبين.
أهمية اللقاء
لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوزير الخارجية الهندي في الكرملين شكّل خطوة استراتيجية لتعميق الشراكة بين موسكو ونيودلهي، ولم يقتصر على الطابع البروتوكولي. لذلك، يُنتظر أن تسفر هذه المحادثات عن نتائج ملموسة خلال الأشهر المقبلة، خاصة في ظل التحضيرات لزيارة بوتين إلى الهند.
