تلقى الدكتور بدر عبد العاطى، وزير الخارجية والهجرة لمصر بالخارج، اتصالًا هاتفيًا من وزير خارجية اليونان جورجيوس جيرابيتريتيس يوم الثلاثاء 19 أغسطس 2025. وجاء هذا الاتصال في إطار التشاور الدوري بين البلدين الصديقين، وذلك بهدف تعزيز العلاقات الثنائية ومناقشة آخر المستجدات الإقليمية، وعلى رأسها الأوضاع المتوترة في قطاع غزة.
تعزيز العلاقات المصرية اليونانية
أكد الوزير عبد العاطى خلال الاتصال على قوة الروابط التاريخية التي تجمع مصر واليونان، مشددًا على حرص القاهرة على البناء على الزخم الإيجابي الذي تحقق من خلال زيارته الأخيرة إلى اليونان يوم 6 أغسطس الجاري. بالإضافة إلى ذلك، أوضح الوزير أن مصر تتطلع إلى تعزيز التعاون الثنائي في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار، علاوة على ذلك دعا إلى دعم نشاط الشركات اليونانية ورجال الأعمال في السوق المصري بما يحقق المنفعة المشتركة.
وفي هذا السياق، أشار الوزير عبد العاطى إلى أن العلاقات المصرية اليونانية ليست مجرد علاقات سياسية تقليدية، بل إنها علاقات استراتيجية قائمة على التفاهم العميق والمصالح المتبادلة. كما أن هذا التعاون يسهم في دفع عجلة التنمية المستدامة في البلدين، ويساعد على تعزيز الاستقرار في منطقة شرق المتوسط.
جهود مصر لوقف إطلاق النار في غزة
على صعيد تطورات الأوضاع في غزة، استعرض الوزير عبد العاطى الجهود المكثفة التي تقوم بها مصر من أجل التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار. وأوضح أن القاهرة تواصل اتصالاتها مع الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة، من أجل تسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وأيضًا لإطلاق سراح عدد من الرهائن والأسرى.
وبالإضافة إلى ذلك، أشار الوزير إلى التقدم المهم الذي تم إحرازه مؤخرًا استنادًا إلى المقترح الذي قدمه المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، والذي وافقت عليه حركة حماس. ومع ذلك، أكد عبد العاطى على ضرورة ممارسة المزيد من الضغوط الدولية على إسرائيل من أجل الموافقة على هذا المقترح، وذلك لتخفيف المعاناة الإنسانية غير المسبوقة التي يشهدها القطاع.
الموقف اليوناني من الأزمة
من جانبه، ثمّن وزير الخارجية اليوناني الجهود الكبيرة التي تبذلها مصر في هذا الملف الحساس. وأشار إلى أن أثينا تُقدّر الدور المحوري للقاهرة في دعم الأمن والاستقرار الإقليمي. كما أكد جيرابيتريتيس أن بلاده، بوصفها عضوًا في مجلس الأمن خلال عامي 2025 و2026، ستعمل على دعم هذه الجهود المصرية في المحافل الدولية. ويأتي ذلك من أجل التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للأزمة.
علاوة على ذلك، شدد الوزير اليوناني على أن استمرار الوضع الإنساني المتدهور في غزة يتطلب تكاتف المجتمع الدولي. وفي الوقت نفسه، اعتبر أن التحركات المصرية تمثل بارقة أمل حقيقية يمكن أن تسهم في تحقيق انفراجة ملموسة على الأرض.
مناقشة الأزمة الأوكرانية
لم يقتصر الاتصال الهاتفي على ملف غزة فقط، بل تناول أيضًا تطورات الأزمة الأوكرانية. فقد تبادل الوزيران الرؤى بشأن سبل إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية. ويأتي ذلك خاصة في ظل الجهود الدبلوماسية المكثفة التي تُبذل على المستوى الدولي خلال الفترة الأخيرة.
وبالإضافة إلى ذلك، أعرب الوزيران عن أملهما في أن تؤدي هذه التحركات إلى نتائج ملموسة تساعد على إنهاء الحرب. ومن ثم، فإن استعادة الأمن والاستقرار في القارة الأوروبية تظل هدفًا مشتركًا. كما أن هذا التعاون بين القاهرة وأثينا في القضايا الدولية يعكس مستوى عالٍ من التفاهم بين الجانبين. كذلك يعزز حضورهما كأطراف فاعلة داخل النظام الدولي
آفاق مستقبلية للتعاون
في ختام الاتصال، اتفق الجانبان على أهمية استمرار التنسيق والتشاور في مختلف القضايا الإقليمية والدولية. كذلك شدد الوزيران على أن العلاقات المصرية اليونانية ستظل ركيزة أساسية لدعم الاستقرار في شرق المتوسط. كما أنها تمثل نموذجًا ناجحًا للتعاون بين دول المنطقة.
وبهذا يمكن القول إن الاتصال عكس بوضوح عمق الشراكة بين البلدين. كما أظهر في الوقت نفسه مدى حرصهما على لعب دور إيجابي في القضايا الإقليمية والدولية. سواء في غزة أو أوكرانيا أو ملفات أخرى ترتبط بالاستقرار العالمي.
