زلزال كامتشاتكا يحرك الأرض بمقدار مترين جنوبًا رغم غياب الأضرار البشرية

زلزال كامتشاتكا الذي ضرب شبه الجزيرة الروسية بقوة 8.8 درجات على مقياس ريختر ، لم يُخلّف أضرارًا جسيمة أو إصابات خطيرة كما كان متوقعًا في البداية. لكن المفاجأة لم تكن في حجم الخسائر، بل في التحرك الأرضي الغريب الذي أعقبه.

لكن المفاجأة لم تكن في الأضرار، بل في أثره غير المتوقع على تضاريس المنطقة.

تحرك مفاجئ للأرض نحو الجنوب الشرقي

كشف المركز الروسي للبحوث الجيوفيزيائية عن ظاهرة جيولوجية مثيرة، عقب الزلزال الذي ضرب شبه جزيرة كامتشاتكا يوم 30 يوليو الماضي.
فقد تحرك الشطر الجنوبي من شبه الجزيرة نحو الجنوب الشرقي بمقدار يصل إلى مترين كاملين، وهو ما يُعد تغيرًا ملحوظًا في موقع اليابسة.

وأوضح المركز، في بيان رسمي نشره عبر منصة “تلغرام”، أنه أجرى حسابات أولية باستخدام بيانات الرصد الجيوديناميكي.
وجاء في البيان:
“أين تحركت كامتشاتكا بعد الزلزال القوي؟ بعد تحليل الملاحظات الجيوديناميكية، تبين أن الجميع تحركوا بشكل واضح نحو الجنوب الشرقي.”

محطات الرصد ترصد تحولات أرضية طفيفة

رغم أن التأثير الأكبر وقع في الجزء الجنوبي من كامتشاتكا، إلا أن محطات الرصد في بتروبافلوفسك-كامتشاتسكي سجلت تحركات أيضًا، وإن كانت محدودة.
هذه التحركات الصغيرة تدعم النموذج الأولي لحركة الصفائح التكتونية في تلك المنطقة.

تفسير علمي دقيق للحركة الأرضية

قال العلماء إن حركة الأرض تتوافق تمامًا مع موقع مركز الزلزال ونمط الحركات الجيولوجية المعروفة في تلك المنطقة.
وأضافوا أن أقوى تأثير للزلزال تم رصده في شمال جزر الكوريل، بينما كان التأثير أقل في المناطق الغربية مثل بتروبافلوفسك.

وأكدوا أن جناح الزلزال الجنوبي هو الذي شهد أقصى تحركات، ما يفسر لماذا كان التغيير في الموقع الجغرافي أكثر وضوحًا في تلك المنطقة.

زلزال قوي… لكن محدود الضرر

ورغم أن الزلزال كان عنيفًا من حيث القوة، إلا أن غياب موجات تسونامي مدمرة خفف كثيرًا من الخسائر المحتملة.
لم تسجل السلطات المحلية أي إصابات جسيمة أو دمار واسع في البنية التحتية، وهو أمر اعتُبر إيجابيًا مقارنة بحجم الحدث الزلزالي.

الزلازل الكبرى تغيّر خريطة الأرض

ليست هذه المرة الأولى التي يُحدث فيها زلزال كبير تغييرات جغرافية في سطح الأرض.
فقد شهد العالم في حالات مماثلة، مثل زلزال تشيلي 2010 وزلزال اليابان 2011، تحركات ملحوظة للقارات والجزر.

وهذا يدعم النظرية الجيولوجية التي تؤكد أن الصفائح التكتونية في حالة حركة دائمة، وتتحرك أحيانًا بشكل مفاجئ عند حدوث زلازل كبيرة.