وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، أكد اليوم الثلاثاء أن القضاء على حماس واستعادة الأسرى هما الهدفان الرئيسيان للحرب في غزة.
وجاءت تصريحاته خلال جولة ميدانية داخل القطاع.
قال كاتس: “إسرائيل لن تتراجع عن النصر الكامل، مهما كانت التحديات”.
وأوضح كاتس أن إسرائيل تخوض معركة استراتيجية، وأن “هزيمة حماس بشكل نهائي باتت ضرورية من أجل استقرار المنطقة”. كما أكد أن عودة الأسرى المحتجزين لدى الحركة تعد مسألة “كرامة وطنية لا تقبل المساومة”.
التأكيد على الالتزام السياسي
قال كاتس إن على الجيش تنفيذ قرارات القيادة السياسية كما اعتاد، مؤكدًا التزامه بالتوجيهات بدقة واحتراف. وأضاف: “بصفتي وزيرًا للدفاع، أتحمل مسؤولية التأكد من أن جميع الأوامر تُنفذ بالشكل المطلوب”.
خلافات داخل الحكومة الإسرائيلية
تأتي هذه التصريحات في وقتٍ تشهد فيه الحكومة الإسرائيلية انقسامات داخلية حول مستقبل الحرب.
وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، صرّح في وقت سابق اليوم بأن “احتلال غزة بشكل كامل هو الخيار الوحيد لإنهاء تهديد حماس”. وأكد أنه في حال اتخذت الحكومة هذا القرار، فعلى رئيس الأركان أن يطبّقه دون تأخير.
في المقابل، يعارض رئيس الأركان، إيال زامير، هذا التوجه، ويرى أن احتلال القطاع بأكمله يمثل عبئًا عسكريًا واقتصاديًا كبيرًا.
كما أشار إلى أن مثل هذا القرار قد يطيل أمد الحرب، ويعرض الجيش لخسائر فادحة، دون ضمان تحقيق نتائج سياسية واضحة.
موقف نتنياهو
رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يبدو أنه يميل إلى توسيع نطاق العملية العسكرية.
فبحسب مصادر إعلامية إسرائيلية، بدأ نتنياهو مؤخرًا الحديث عن السيطرة الكاملة على غزة، بما في ذلك مناطق الوسط، رغم التحذيرات العسكرية من التكلفة الباهظة.
تعود جذور هذا التصعيد إلى الهجوم الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر 2023 على مستوطنات وقواعد إسرائيلية، ما أشعل شرارة الحرب التي لا تزال مستمرة حتى اليوم.
ومنذ ذلك الحين، تحتل القوات الإسرائيلية قرابة 70% من القطاع، في إطار سعيها لتفكيك البنية التحتية لحماس.
تعثر المفاوضات
في السياق ذاته، تعثرت مؤخرًا المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، والتي كانت تُجرى بوساطة أطراف إقليمية ودولية.
وكان الهدف من تلك المفاوضات هو التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، إلا أن غياب الثقة بين الجانبين حال دون تحقيق أي اختراق ملموس.
تداعيات مستقبلية
تشير التحليلات إلى أن تصريحات وزير الدفاع المتشددة قد تمهد لتصعيد عسكري جديد في غزة، مع تراجع فرص الحل السياسي.
في المقابل، تزداد الضغوط على الحكومة الإسرائيلية من عائلات الأسرى والمجتمع الدولي الداعي للتهدئة.
في الختام
أكد كاتس أن الجيش الإسرائيلي “يمتلك القدرة والإرادة لتحقيق النصر”، لكنه أضاف أن النجاح يتطلب “وحدة الموقف السياسي، والتزام كافة الأطراف بالهدف الوطني المشترك”.
وفي ظل هذه المعطيات، تبقى الحرب في غزة مفتوحة على جميع الاحتمالات، وسط ترقب داخلي وإقليمي لمآلاتها القادمة، وما إذا كانت إسرائيل ستواصل التصعيد أم ستتجه نحو تسوية تُرضي الطرفين.