مقتل طالب سعودي في مدينة كامبريدج البريطانية فجّر موجة من الصدمة والغضب، بعدما أكدت الشرطة توجيه تهمة القتل العمد لشاب بريطاني يبلغ من العمر 21 عامًا، وذلك بعد طعنه الطالب حتى الموت بسلاح أبيض، في هجوم وصفته السلطات بأنه “غير مبرر”.
تفاصيل الجريمة
وقع الحادث مساء الجمعة 1 أغسطس، في منطقة “ميل بارك” بمدينة كامبريدج، عندما تلقت الشرطة بلاغات تفيد بوقوع اعتداء عنيف. وعلى الفور، توجهت دوريات الأمن وفرق الإسعاف إلى الموقع، حيث عثروا على الطالب السعودي محمد يوسف القاسم، البالغ من العمر 20 عامًا، مصابًا بطعنات خطيرة.
بذل المسعفون محاولات مكثفة لإنقاذه، لكنهم لم ينجحوا، وتوفي الطالب في مكان الحادث عند الساعة 12:01 صباحًا يوم السبت، الموافق 2 أغسطس.
الضحية: شاب طموح جاء للتعلم
كان القاسم قد وصل إلى المملكة المتحدة للمشاركة في برنامج تدريبي مدته 10 أسابيع، يهدف إلى تعلم اللغة الإنجليزية، وذلك في معهد “إي إف إنترناشونال لانغويتش كامبوسز”. وتشير المعلومات الأولية إلى أنه تعرض للطعن أثناء عودته من المعهد إلى محل إقامته، والذي يقع على بُعد 10 دقائق سيرًا على الأقدام.
مجريات التحقيق
ألقت الشرطة القبض على شاب يبلغ من العمر 21 عامًا، ووجهت له رسميًا تهمتي القتل وحيازة سلاح أبيض. ومن المقرر أن يُعرض على محكمة “بيتربورو الجزئية” اليوم، الأحد 4 أغسطس.
في سياق متصل، تم توقيف رجل ثانٍ يبلغ من العمر 50 عامًا، للاشتباه في تورطه بمساعدة الجاني الرئيسي. ولا يزال قيد الاحتجاز على ذمة التحقيقات. في حين، تواصل الشرطة البحث عن مشتبه به ثالث، يُعتقد أنه شارك في الحادث، لكنه لا يزال هاربًا.
ومن المنتظر إجراء تشريح للجثة يوم الثلاثاء المقبل، بهدف الوقوف على الأسباب الدقيقة للوفاة.
ردود الفعل المحلية والدولية
أثارت الجريمة المروعة حالة من الحزن والغضب، ليس فقط في كامبريدج، بل في الأوساط الدولية كذلك. وأعرب العديد من زملاء وأصدقاء الضحية عن حزنهم العميق، مؤكدين أنه كان شابًا طموحًا، يمتلك رؤية واضحة لمستقبله، ويتمتع بحب كبير من الجميع.
كما عبّر أفراد من الجالية السعودية والمجتمع التعليمي في بريطانيا عن صدمتهم مما حدث، مطالبين بتعزيز الحماية للطلبة الأجانب.
انعكاسات القضية
من المتوقع أن تعيد الجريمة التركيز على قضايا السلامة العامة في المدن البريطانية، خاصة حماية الطلاب الدوليين. أثارت الواقعة تساؤلات حول فعالية الإجراءات الأمنية، وقدرة الجهات المختصة على ضمان بيئة آمنة للوافدين.
دعوات لتعزيز الحماية
في ظل هذه الظروف، طالب كثيرون السلطات المحلية بمراجعة الإجراءات الأمنية، خصوصًا في المناطق التي تستقبل طلابًا أجانب. كما دعوا إلى زيادة التعاون بين الجهات الأكاديمية والشرطة لضمان استجابة سريعة وفعالة لأي تهديدات محتملة.
رسالة واضحة
أخيرًا، تذكّرنا هذه الحادثة الأليمة بأن العنف لا يعرف جنسية أو لغة. فهي دعوة مفتوحة للجميع — سواء حكومات، أو مؤسسات تعليمية، أو مجتمعات محلية — للعمل المشترك لضمان بيئة آمنة وعادلة لكل من يختار أن يحلم ويتعلم في أرض جديدة.