كشف مسؤول مطلع أن المفاوضين الأمريكيين أبلغوا أوكرانيا خلال محادثات السلام في برلين بأنها قد تضطر إلى سحب قواتها من منطقة دونيتسك شرق البلاد كجزء من أي اتفاق لإنهاء الحرب المستمرة منذ أربع سنوات مع روسيا. وفي المقابل، طلبت كييف إجراء مزيد من المحادثات قبل اتخاذ أي قرار نهائي، وسط عقبات كبيرة تواجه التوصل إلى اتفاق حول مسألة الأراضي.
تجري هذه المحادثات برلين بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، وصهر الرئيس الأمريكي السابق جاريد كوشنر، إلى جانب قادة أوروبيين آخرين. وتتعرض أوكرانيا لضغوط مكثفة من جانب ترامب لتقديم تنازلات من أجل إنهاء النزاع الدموي الذي بدأ بعد الغزو الروسي في 2022. ومع ذلك، يواصل المسؤولون الأوكرانيون التعبير عن تفاؤلهم في تصريحات عامة حول سير المحادثات.
وأكد رستم أوميروف، أمين عام المجلس الوطني الأوكراني للأمن والدفاع، عبر منصة إكس، أن المفاوضات الأمريكية–الأوكرانية كانت بناءة ومثمرة، مع إحراز تقدم حقيقي، مشيرًا إلى الجهود الأمريكية البناءة لمساعدة أوكرانيا في إيجاد طريق نحو اتفاق سلام دائم. وأوضح مسؤول أمريكي أن الاتفاق المطروح يتضمن حصول أوكرانيا على ضمانات أمنية مشابهة لتلك الواردة في المادة الخامسة من معاهدة حلف شمال الأطلسي، لكنها لن تكون دائمة.
في المقابل، أبدت روسيا انفتاحها على انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، في حين يسعى ترامب لمنع توسع النفوذ الروسي غرباً. وأعرب الكرملين عن أن عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي يمثل شرطًا أساسيًا لأي تسوية سلمية، وأن الولايات المتحدة ستطلع روسيا على نتائج المفاوضات.
وفيما يتعلق بالجانب الشعبي، أظهر استطلاع معهد كييف الدولي لعلم الاجتماع أن نحو ثلاثة أرباع الأوكرانيين يرفضون تقديم تنازلات كبيرة لروسيا دون ضمانات أمنية واضحة وملزمة، بينما أبدى 72% استعدادهم لاتفاق يجمد خط الجبهة الحالي مع بعض التنازلات المحدودة.
وتأتي المحادثات في وقت حاسم لأوروبا، حيث من المقرر أن يتخذ الاتحاد الأوروبي قرارًا يوم الخميس بشأن إمكانية توفير قرض ضخم لأوكرانيا من أصول البنك المركزي الروسي المجمدة. وفي الوقت ذاته، تواجه أوروبا انتقادات أمريكية حادة بشأن سياساتها المتعلقة بالهجرة والأمن وتنظيم عمل شركات التكنولوجيا الكبرى، مما يزيد الضغط على القادة الأوروبيين للتوصل إلى رد موحد.
اقرأ أيضًا:
