واشنطن – يجد ملايين الآباء الأمريكيين أنفسهم في حالة ارتباك متزايد، وسط صدام غير مسبوق بين كبار الأطباء في البلاد وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن سياسات التطعيم، في وقت تؤكد فيه الهيئات الطبية أن بعض القرارات الحكومية الجديدة تهدد عقود من التقدم في حماية الأطفال من الأمراض الخطيرة.
ورغم أن تساؤل الآباء حول اللقاحات أمر طبيعي، فإن الأزمة الحالية تفجرت بعد أن بدأ أطباء الأطفال يحثّون الأهالي على الالتزام بجرعات يهاجمها مسؤولو الإدارة الفيدرالية. وبلغ الخلاف ذروته عندما أوصى لجنة استشارية اختارها وزير الصحة روبرت ف. كينيدي الابن بوقف التطعيم الروتيني لحديثي الولادة ضد التهاب الكبد B، وهو فيروس قد يؤدي إلى فشل الكبد أو سرطان الكبد.
وتؤكد الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال وجماعات طبية كبرى أن هذا اللقاح “منقذ للحياة” وساهم في خفض إصابات الأطفال بشكل كبير، وقد أُعطي بأمان لعشرات الملايين من الأطفال في الولايات المتحدة.
لكن الخلاف لا يقتصر على هذا اللقاح؛ إذ تبحث اللجنة الاستشارية لممارسات التحصين تعديلات جذرية على جدول اللقاحات بالكامل، من ضمنها إعادة تقييم بعض المكوّنات وعدد الجرعات المقررة للأطفال.
الأطباء يردّون برسائل مضادة
أصدرت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال توصياتها الخاصة التي تحث على الالتزام بالجدول المعتمد قبل 2025، كما أصدرت مجموعات طبية أخرى إلى جانب إدارات الصحة في عدد من المدن والولايات إرشادات مشابهة تؤكد سلامة اللقاحات وفعاليتها.
وقال الدكتور رونالد ناهّاس، رئيس الجمعية الأمريكية للأمراض المعدية، إن على الأطباء “تقديم رسالة موحّدة مبنية على الأدلة والخبرة العملية، وليس رسائل تتأثر باعتبارات سياسية”.
ورغم ذلك، أقر ناهّاس بأن الخلاف بين الأطباء والحكومة سيضع الآباء في موقف صعب، إذ سيواجهون توصيات متناقضة للمرة الأولى منذ عقود.
ارتباك عام وانتظار للحسم
تتخوف الجهات الطبية من أن يؤدي هذا الانقسام إلى تراجع معدلات التطعيم وانتشار أمراض كانت قد انحسرت تماماً في الولايات المتحدة. فيما يضغط الأطباء على الكونغرس لإعادة النظر في تشكيل اللجان المختصة بالتحصين، وإعادة سلطة إصدار التوصيات الصحية إلى الهيئات العلمية المستقلة.
وفي ظل غياب توافق رسمي، ينصح الخبراء الآباء بمراجعة أطبائهم المعتمدين والاعتماد على البيانات العلمية الموثوقة، إلى حين حسم الجدل بين الحكومة والقطاع الصحي.
اقرأ ايضًا:
ضغوط على وزير الدفاع الأمريكي للكشف عن فيديو الهجوم العسكري قرب فنزويلا

