رحب الكرملين اليوم الأحد باستراتيجية الأمن القومي الجديدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واعتبرها متوافقة إلى حد كبير مع رؤى روسيا، في موقف نادر يعكس نوعًا من التوافق بين موسكو وواشنطن رغم تاريخ التوتر بينهما خلال الحرب الباردة. وقد وصفت الوثيقة الأمريكية رؤية ترامب بأنها “واقعية مرنة”، مؤكدة ضرورة إحياء عقيدة مونرو التي تمنح واشنطن النفوذ في نصف الكرة الغربي، وحذرت من أن أوروبا تواجه “محوا حضارياً”، مع التأكيد على أن التفاوض لإنهاء الحرب في أوكرانيا يمثل “مصلحة مهمة” للولايات المتحدة، وأن واشنطن تسعى لإعادة الاستقرار الاستراتيجي مع روسيا.
ترحيب موسكو وتعديلات الوثيقة الأمريكية
أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن “التعديلات التي نراها تتوافق في نواح كثيرة مع رؤيتنا”، مشيراً إلى أن الوثيقة الأمريكية حذفت عبارة تصف روسيا بأنها تهديد مباشر، وحثت على التعاون معها في القضايا الاستراتيجية، وهو ما اعتبره الكرملين خطوة إيجابية. وأوضح بيسكوف أن الوثيقة تشير إلى اختلاف الرؤية بين ما يُعرف بـ”الدولة العميقة” في الولايات المتحدة وترامب، في إشارة إلى شبكة المسؤولين الذين يسعون وفقًا لنظرية ترامب إلى الحفاظ على الوضع القائم، بما في ذلك تقويض أي خطوات تتعارض مع مصالحهم.
التركيز على منطقة المحيطين الهندي والهادي والصين
تتناول الاستراتيجية الأمريكية الجديدة منطقة المحيطين الهندي والهادي، موضحة أنها واحدة من “ساحات المعارك الاقتصادية والجيوسياسية الرئيسية”، مع التركيز على تعزيز القوة العسكرية للولايات المتحدة وحلفائها لمنع أي صراع محتمل مع الصين بشأن تايوان. ويأتي هذا في ظل تحركات روسيا نحو آسيا، وخاصة الصين، بعد العقوبات الغربية بسبب الحرب في أوكرانيا، في حين سعت أوروبا للاستغناء عن النفط والغاز الروسي.
التاريخ يعيد نفسه: التوترات بين موسكو وواشنطن
تأتي هذه الاستراتيجية بعد سنوات من التوتر بين موسكو وواشنطن منذ ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014 وغزوها أوكرانيا عام 2022، حيث كانت الاستراتيجيات الأمريكية السابقة تصف روسيا بأنها تهديد يسعى لزعزعة الاستقرار العالمي. وأشار ترامب في مارس الماضي إلى أن أول درس في دراسة التاريخ هو “عدم السماح بتقارب بين روسيا والصين”، مؤكداً أهمية إعادة التوازن الاستراتيجي في المنطقة الآسيوية، مع إبقاء التعاون مع موسكو كأداة لتحقيق استقرار عالمي أكبر.
اقرأ أيضًا:
فرنسا.. ماكرون يهدد الصين برسوم جمركية إذا استمر العجز التجاري مع الاتحاد الأوروبي
