أعلنت دولة قطر اليوم اعتماد المعمارية المكسيكية العالمية فريدا إسكوبيدو لتصميم المقر الرئيسي الجديد لوزارة الخارجية، وذلك في موقع بارز على الواجهة البحرية للعاصمة الدوحة، ليشكّل معلماً دبلوماسياً وعمرانياً جديداً يعيد تشكيل جزء أساسي من كورنيش الدوحة.
ويأتي المشروع ضمن رؤية وطنية طموحة تهدف إلى تعزيز حضور وزارة الخارجية في النسيج العمراني للمدينة، وتوفير وصول غير مسبوق للجمهور إلى المجمّع الجديد، الذي تبلغ مساحته 70 ألف متر مربع ويطل مباشرة على مياه خليج الدوحة. ويجمع المقر بين مبانٍ جديدة وإعادة توظيف مبنى معماري ذي قيمة تاريخية ضمن بيئة طبيعية ومنسّقة بعناية.
أول مبنى رئيسي يُشيَّد شمال الديوان الأميري منذ عقود
يمثل المشروع انطلاقة جديدة لتطوير المنطقة الساحلية الممتدة شمال الديوان الأميري، حيث يعد أول مبنى رئيسي يقام في هذا القطاع منذ عقود، كجزء من خطة عمرانية متكاملة تشمل أيضاً الحفاظ على مبنى بريد قطر (1985) وإعادة توظيفه ليصبح مساحة مخصصة للبرامج العامة والدبلوماسية الثقافية.
رئيس الوزراء: المقر الجديد سيكون أيقونة للدبلوماسية القطرية
وأعرب معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، عن اعتزازه بهذا المشروع قائلاً:
“إن المقر الجديد سيكون أيقونة للدبلوماسية القطرية ومصدر فخر لشعبنا، وسيعكس الدور الريادي والعالمي لدولة قطر في تعزيز الحوار والتعاون الدولي. كما أتقدم بالشكر لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى على رؤيته الرشيدة، ولسمو الشيخة المياسة على دورها في ضمان تلبية هذا المشروع لجميع احتياجاتنا في معلم معماري فريد.”
الشيخة المياسة: نهدي قطر تحفة معمارية جديدة
وتولت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني إدارة المسابقة العالمية لاختيار التصميم، بصفتها رئيس مجلس أمناء “مخطط قطر”. وقالت:
“يعكس هذا التصميم التزامنا بصون التراث عبر الاستدامة وإعادة الاستخدام التكيفي، وفي الوقت نفسه نهدي قطر تحفة معمارية مستقبلية. نتقدم بالتهنئة للمعمارية فريدا إسكوبيدو، إحدى أبرز المواهب العالمية.”
تصميم إنساني الطابع ومستوحى من تراث قطر
يرتكز تصميم إسكوبيدو على مقاربة إنسانية تتمحور حول الأفنية المفتوحة وتضم تراكيب متتالية من الكتل المربعة المتراصة، بما يخلق اتصالاً بصرياً ومفاهيمياً بين تراث قطر ومستقبلها. كما يحافظ التصميم على خطوط رؤية مبنى البريد العام عبر دمج عناصر من واجهته في منظومة معمارية حديثة تعتمد على الاستدامة وإعادة الاستخدام التكيفي.
ويتضمن المقر الجديد سلسلة من الباحات الخضراء المخصصة للتأمل واللقاءات والفنون، في حين يشكّل الطابق الأرضي لمبنى البريد العام حديقة مغطاة ومساحة عرض عامة، في امتداد طبيعي للحوار بين العمارة والمناظر الطبيعية.
اختيار عالمي تنافسي
وقع الاختيار على أستوديو فريدا إسكوبيدو بالتعاون مع شركة “بورو هابلد” للهندسة وشركة “أستوديو زودي” لتصميم المناظر الطبيعية، وذلك من بين 40 فريقاً معمارياً تمت دعوتهم، قبل تقليص القائمة إلى سبعة متنافسين في المرحلة النهائية. ونُظمت المسابقة الدولية بإشراف مكتب مالكوم ريدينغ للاستشارات الهندسية نيابة عن وزارة الخارجية ومتاحف قطر.
تحفة معمارية جديدة تؤكد استثمار قطر في الدبلوماسية والثقافة
يمثل المقر الجديد لوزارة الخارجية امتداداً لاستثمار قطر المتواصل في العمارة والفن والدبلوماسية الثقافية، بما يعزز مكانة الدوحة منصة عالمية للحوار وشريكاً رائداً في تعزيز العلاقات الدولية.
اقرأ أيضًا:
الإمارات تحقق 62% من أهداف التنمية المستدامة وتستعد لعرضها الوطني الطوعي 2026
