الإثنين - 2025/12/08 12:52:22 صباحًا

NE

News Elementor

هذا الموقع بــرعاية

الصين وفرنسا تتعهدان بتعزيز الشراكة الاستراتيجية وتطوير التعاون في مجالات متعددة

أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس في بكين، التزام البلدين بالعمل على تعزيز الثقة السياسية المتبادلة، وتوسيع نطاق التعاون الاقتصادي والتقني، وتعميق التبادل الثقافي، والمضي قدماً في إصلاح منظومة الحوكمة العالمية.

وتأتي زيارة ماكرون الرابعة للصين في سياق الزخم المتصاعد للعلاقات الثنائية، بعد الزيارة التي قام بها الرئيس شي إلى فرنسا العام الماضي بمناسبة مرور 60 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وشهدت الزيارة الحالية محادثات رسمية بين الزعيمين، ولقاءً مشتركاً مع الصحافة، إضافة إلى مشاركتهما في ختام الاجتماع السابع لمجلس الأعمال الصيني–الفرنسي.

تعميق التعاون الاقتصادي والتقني

وأشار الرئيس الصيني إلى أنّ العلاقات بين بكين وباريس أثبتت قدرتها على الصمود أمام تغيرات البيئة الدولية، داعياً إلى الحفاظ على “البصيرة الاستراتيجية والاستقلالية” اللتين تميزان البلدين. وذكر أن حجم التجارة الثنائية بلغ 68.75 مليار دولار خلال الأشهر العشرة الأولى من 2025، فيما تجاوز الاستثمار المتبادل 27 مليار دولار.

وأكد شي جين بينغ أهمية تعزيز التعاون التقليدي في مجالات الطيران والفضاء والطاقة النووية، مع توسيع الشراكة نحو قطاعات جديدة تشمل الاقتصاد الأخضر، الاقتصاد الرقمي، الصناعات الدوائية الحيوية، الذكاء الاصطناعي، والطاقة الجديدة.

كما أعرب عن استعداد الصين لاستيراد مزيد من المنتجات الفرنسية عالية الجودة، وتشجيع الشركات الفرنسية على التوسع داخل السوق الصينية، داعياً في الوقت نفسه إلى توفير بيئة أعمال عادلة ومستقرة للشركات الصينية في فرنسا.

من جانبه، شدد الرئيس الفرنسي على أن بلاده “تثمّن علاقاتها مع الصين وتلتزم تماماً بسياسة الصين الواحدة”، مؤكداً رغبة باريس في تعزيز الاستثمار المتبادل، وتطوير التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والطاقة المتجددة، إضافة إلى زيادة التبادل الثقافي بين الشعبين.

وشهد الزعيمان توقيع عدد من الاتفاقيات شملت الطاقة النووية، الزراعة والأغذية، التعليم، وحماية البيئة.

تقارب ثقافي وشعبي

وأشار الرئيس شي إلى “الانجذاب الطبيعي” بين الشعبين، معلناً الاتفاق على إطلاق مرحلة جديدة من التعاون في حماية حيوانات الباندا العملاقة، إلى جانب برامج موسعة في التعليم والعلوم والتبادل بين المدن والمقاطعات.

الكاتبة الفرنسية وعالمة الصينيات سونيا بريسلي وصفت اللقاءات المتكررة بين الرئيسين بأنها “تذكير بأن التعاون الدولي ليس أمراً مفروغاً منه، بل يحتاج إلى رعاية دائمة”، مضيفة أن “رؤساء الدول يحملون معهم إمكانيات جديدة حين يتحاورون”.

التنسيق في إصلاح الحوكمة العالمية

وأكد الزعيمان التزامهما المشترك بإصلاح منظومة الحوكمة العالمية وتعزيز النظام الدولي القائم على الأمم المتحدة والقانون الدولي.

وفي ما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، شدد الرئيس الصيني على دعم بلاده “لكل الجهود الرامية إلى إحلال السلام”، داعياً إلى اتفاق عادل ودائم يقبل به جميع الأطراف عبر الحوار والمفاوضات. كما أكد التزام الصين بلعب دور بنّاء في تسوية الأزمة.

وبشأن القضية الفلسطينية، أعلن شي جين بينغ تقديم 100 مليون دولار مساعدات إنسانية للفلسطينيين لتخفيف الأزمة في غزة ودعم جهود إعادة الإعمار، مؤكداً ضرورة تحقيق تسوية شاملة وعادلة ودائمة.

الرئيس ماكرون أبدى توافقاً كاملاً مع رؤية الصين حول “إصلاح الحوكمة العالمية وتعزيز اقتصاد عالمي أكثر توازناً”، مشدداً على أن التعاون بين باريس وبكين بات “أكثر أهمية وإلحاحاً في ظل الظروف الجيوسياسية الراهنة”.

دور مشترك في دعم الاستقرار العالمي

يرى خبراء أنّ الحوار المتواصل بين الصين وفرنسا باعتبارهما عضوين دائمين في مجلس الأمن يمنح الاستقرار العالمي زخماً مهماً. وقال فنغ تشونغبينغ، مدير معهد الدراسات الأوروبية في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، إن البلدين “لطالما عملا معاً في مواجهة التحديات العالمية، خاصة التغير المناخي، بما يسهم في دفع التنمية المستدامة عالمياً”.

وتعكس نتائج الزيارة، وفق محللين، رغبة الطرفين في تعزيز الشراكة الثنائية وتطوير نموذج تعاون قادر على مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية العالمية.

اقرأ أيضًا:

أمريكا تكشف اختراقاً أمنياً خطيراً لمنصّة أجنبية وصل نفوذها إلى قلب الأمن القومي

الاكثر قراءة

اشترك معنا

برعايـــة

حقوق النشر محفوظة لـ أخبار الكويت © 2025
تم تصميمه و تطويره بواسطة

www.enogeek.com