الإثنين - 2025/12/08 1:51:58 صباحًا

NE

News Elementor

هذا الموقع بــرعاية

أمريكا تكشف اختراقاً أمنياً خطيراً لمنصّة أجنبية وصل نفوذها إلى قلب الأمن القومي

لم يكن أحد في أمريكا يتوقّع أن تتحول شركة ناشئة أسّسها ثلاثة شبان إسرائيليين قبل سنوات قليلة، إلى واحدة من أكثر المنصات نفوذًا داخل البنية الرقمية للحكومة الأمريكية.
ولم يكن أحد يتخيل أن أربعة ملايين دولار فقط ستكون الشرارة الأولى لشبكة مالية–تقنية معقّدة، تمتد من وحدات الاستخبارات في تل أبيب إلى أعمق طبقات الأمن السيبراني في العاصمة الأمريكية.

لكن هذا ما كشفته سلسلة تقارير The Grayzone المستندة إلى أرشيف منشورات Do Not Panic، ووثائق رسمية أمريكية، وتحليل للمسارات المهنية للمؤسسين والممولين عبر قواعد بيانات عامة.

البداية: ثلاثة ضباط من “الوحدة 8200”

في عام 2014، خرج دين سيسمان من الخدمة في وحدة 8200، الذراع الأكثر تطورًا للاستخبارات الإسرائيلية.
وبعده بثلاث سنوات، لحق به زميلاه في نفس الوحدة: أوفري شور وأفيدور بارتوف.

كان الثلاثة قد عملوا في فريق واحد داخل الوحدة، وهي وحدة تُقارن في تأثيرها بـ NSA الأمريكية، وتعتبر مصنعًا للقدرات السيبرانية في الكيان المحتل.
وبعد التجربة العسكرية، قرروا كما هو شائع في مسار خريجي 8200 الانتقال إلى قطاع التكنولوجيا.
وهكذا وُلدت شركة Axonius.

الأربعة ملايين دولار: التمويل الذي فتح الباب

ما إن تأسست الشركة، حتى ظهر ممولها الأول:
يوآف لايترسدورف (YL Ventures) ضابط سابق في 8200، ومؤسس واحد من أشهر صناديق الاستثمار التي تموّل شركات خرجت من نفس الوحدة.

قدّم لايترسدورف 4 ملايين دولار كتمويل تأسيسي، وهو مبلغ صغير في عالم الأمن السيبراني، لكنه كان كافيًا لإطلاق الشركة نحو مسار مثير للشكوك:
تمويل من ضابط سابق، لشركة يقودها ضباط سابقون، في مجال حساس يرتبط بإدارة بيانات المؤسسات.
وهذا وحده، كما يعلق التقرير، “لم يكن مصادفة أبدًا”.

دخول تامي برونر.. بوابة الصناعات الأمنية إلى وادي السيليكون

بعد أشهر قليلة، ظهر اسم جديد: تامي برونر، الشريكة العامة في صندوق Vertex Ventures Israel.

لكن برونر ليست مجرد مستثمرة:
فقد بدأت حياتها المهنية داخل منظومة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، وشاركت في مشاريع سايبر وبيغ داتا، قبل أن تنتقل إلى قيادة الاستثمارات التقنية.

استثمرت Vertex في Axonius، وأصبحت برونر حلقة وصل حاسمة بين:
• المؤسسين الثلاثة،
• رأس المال الإسرائيلي،
• والصناديق الكبرى في وادي السيليكون.

وهكذا تشكلت أول طبقة من الشبكة:
ضباط سابقون → تمويل إسرائيلي استخباراتي الهوى → صندوق تقوده ضابطة سابقة.

الطبقة الثانية: أربعة صناديق أمريكية تمتد جذورها إلى تل أبيب

ما لبثت الشركة أن خضعت لسلسلة من الجولات الاستثمارية التي قادتها صناديق كبرى في الولايات المتحدة، جميعها كما يكشف التحقيق لها حضور فعلي داخل تل أبيب أو توظيف لضباط سابقين في الجيش والاستخبارات:
• Accel: مكتب كبير يقوده متخصصون في شركات السايبر الإسرائيلية.
• Bessemer: مدير مكتب تل أبيب أمريكي مهاجر إلى إسرائيل، بخبرة واسعة في شركات أمنيّة.
• Lightspeed: تضم ضباطًا سابقين في الاستخبارات ضمن فريق الإدارة.
• YL Ventures وVertex: البوابتان اللتان بدأتا التمويل.

بهذا أصبحت الشركة محاطة بشبكة مالية–استخباراتية لا يمكن وصفها بالصدفة.

كانت الأموال تتدفق، والمستثمرون يتوسعون، والملف الآتي أخطر مما ظنه الجميع.

التحول الحاسم: دخول Axonius إلى قلب المؤسسات الأمريكية

في 2023 و2024، بدأت المنصة تنجح في الفوز بعقود حكومية هائلة.
وخلال عام واحد فقط، وجدت Axonius نفسها داخل:
• وزارة الأمن الداخلي DHS،
• وزارة الدفاع DoD،
• وزارة الطاقة،
• وزارة النقل،
• وزارة الخزانة،
• وزارة الصحة،
• وأكثر من 70 وكالة فدرالية تعتمد على منصتها.

زاد الأمر خطورة عندما حصلت الشركة على اعتماد FedRAMP Moderate، ما يعني أنها أصبحت مرخصة للعمل عبر السحابة لدى كل الوكالات الفيدرالية.

وتحوّلت المنصة من “أداة تقنية” إلى طبقة وسيطة تتحكم في رؤية الأجهزة والهوية والحركة الرقمية داخل أجهزة الدولة.

ماذا يمكن أن تراه المنصة؟

وفق تحليل Grayzone:
تستطيع المنصة رؤية كل جهاز، كل حساب، كل تسجيل دخول، كل حركة بين الشبكات، وحتى تعطيل الأجهزة والحسابات عن بُعد.
وبما أن التطوير الهندسي يتم في تل أبيب عبر مهندسين من خلفيات عسكرية–استخباراتية، فإن المخاوف تتضاعف.

فالسؤال لم يعد:
“هل تتجسس الشركة؟”
بل أصبح:
“هل يمكن لمن يمتلك خلفيتها وقدراتها ألا يتجسس؟”

من الأربعة ملايين إلى السبعين وكالة… من ضباط الوحدة 8200 إلى مفاصل الأمن القومي الأمريكي

القصة، بتسلسلها الكامل، تكشف منظومة متكاملة:
• تأسيس من ضباط استخبارات
• تمويل أولي من ضابط استخبارات
• استثمار من صندوق تديره ضابطة استخبارات
• توسع عبر صناديق أمريكية–إسرائيلية ذات جذور أمنية
• وصول إلى طبقة البنية التحتية للحكومة الفدرالية

إنها ليست قصة شركة ناشئة، بل قصة تغلغل هيكلي في قلب دولة كبرى، عبر نموذج تجسس حديث لا يعتمد على الاختراق المباشر، بل على امتلاك الطبقة التي يمر عبرها كل شيء.

قصة تبدأ بأربعة ملايين دولار…
وتنتهي بتحكم برمجي محتمل في قلب المؤسسات الأمريكية نفسها.

اقرأ أيضًا:

العراق يصحح قائمة تجميد الأصول بعد إدراج حزب الله والحوثيين بطريق الخطأ

الاكثر قراءة

اشترك معنا

برعايـــة

حقوق النشر محفوظة لـ أخبار الكويت © 2025
تم تصميمه و تطويره بواسطة

www.enogeek.com