تكشف التطورات المتصاعدة حول ملف خط أنابيب النفط بين العراق وتركيا عن تحول لافت في موازين القوى داخل الساحة العراقية، حيث برزت الولايات المتحدة كلاعب رئيسي في توجيه مسار المفاوضات بين بغداد وأنقرة بشأن إعادة تشغيل خط التصدير المتوقف منذ عام 2023.
وتشير تقارير “رويترز” إلى أن واشنطن كثّفت تحركاتها الدبلوماسية عبر اتصالات رفيعة المستوى مع الجانبين، بهدف الدفع نحو اتفاق يعزز استقرار أسواق الطاقة العالمية ويحمي المصالح الاستراتيجية للشركات الأمريكية العاملة في العراق.
نفوذ أمريكي يتعزز عبر بوابة الطاقة
ويقول محللون إن الإدارة الأمريكية استغلت حالة الجمود بين بغداد وأربيل وأنقرة لفرض مقاربتها الخاصة، من خلال تقديم مقترحات فنية حول آليات استئناف التصدير، وإعادة تنظيم آليات تقاسم العائدات النفطية بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان، إلى جانب دورها في تهدئة المخاوف من قضايا التحكيم الدولي.
ضغوط اقتصادية وإعادة رسم الأولويات
وتشير رويترز إلى أن الضغوط المالية التي يواجهها العراق نتيجة تراجع الإيرادات وزيادة النفقات تدفعه إلى تبني رؤية أكثر انفتاحاً تجاه التحركات الأمريكية، في حين ترى تركيا في إعادة تشغيل الخط خطوة ضرورية لإنعاش اقتصادها وتعزيز مكانتها كممر للطاقة.
أبعاد إقليمية أوسع
ويرى خبراء الطاقة أن إعادة تشغيل خط الأنابيب وفق تفاهمات جديدة قد يعيد رسم خريطة تدفقات النفط في الشرق الأوسط، ويمنح واشنطن نفوذاً متزايداً في إدارة العلاقات بين العراق وتركيا وإقليم كردستان.
خلاصة
تؤكد “رويترز” أن معركة خط الأنابيب ليست مجرد ملف اقتصادي، بل مؤشر على تحول جيوسياسي أعمق يعكس صعود دور الولايات المتحدة في توجيه مستقبل قطاع الطاقة العراقي، وإعادة تشكيل التوازنات الإقليمية.
اقرأ أيضًا:
الاتحاد الأوروبي يقرّ خطة لوقف استيراد الغاز الروسي بالكامل بحلول عام 2027
