أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ، خلال اجتماعه مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في بكين اليوم الخميس، أن على الصين وفرنسا اغتنام الفرص القائمة وتوسيع مجالات التعاون بينهما، مشدداً على أن البلدين “قوتان مستقلتان ورؤيتان مسؤولتان” تسهمان في تعزيز التعددية القطبية ودعم التعاون العالمي.
وقال شي إن العالم يمر بمرحلة تغيرات متسارعة “لم يشهدها منذ قرن”، وإن البشرية أمام مفترق طرق جديد يتطلب خيارات حاسمة بشأن مستقبلها، داعياً إلى التمسك بالمسؤولية المشتركة وتعزيز العمل متعدد الأطراف والوقوف “على الجانب الصحيح من التاريخ”.
تعزيز الشراكة الإستراتيجية وحماية أسس العلاقات
وأعرب الرئيس الصيني عن استعداد بلاده للعمل مع فرنسا للحفاظ على الحوار المتكافئ والتعاون المنفتح بما يضمن تقدّم الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين خلال العقود المقبلة، وجعلها نموذجاً للتعاون الدولي العادل والمنظم، وداعماً لعولمة اقتصادية أكثر شمولاً وفائدة للجميع.
وشدد شي على أن التغيرات في البيئة الدولية لن تؤثر على قوة العلاقات الصينية–الفرنسية، داعياً إلى “التفاهم والدعم المتبادل” في القضايا المرتبطة بالمصالح الجوهرية للطرفين، بما يعزز الأساس السياسي للعلاقات الثنائية.
خريطة الفرص الجديدة: الاقتصاد الأخضر والذكاء الاصطناعي
وأشار شي إلى أن الجلسة الرابعة للجنة المركزية الـ20 للحزب الشيوعي الصيني اعتمدت توصيات إعداد الخطة الخمسية الـ15، والتي تقدم للعالم “قائمة واسعة من الفرص” للاستثمار والتعاون مع الصين.
ودعا الرئيس الصيني إلى تعزيز التعاون في القطاعات التقليدية مثل الطيران والفضاء والطاقة النووية، إلى جانب فتح مجالات جديدة في الاقتصاد الأخضر، والاقتصاد الرقمي، والذكاء الاصطناعي، والصناعات الدوائية الحيوية، والطاقة الجديدة.
وأكد شي استعداد بلاده لاستيراد المزيد من المنتجات الفرنسية عالية الجودة، وتشجيع الشركات الفرنسية على التوسع داخل السوق الصينية، في مقابل توفير بيئة عادلة ومستقرة للشركات الصينية العاملة في فرنسا.
تبادل ثقافي وتعليمي لتعميق الروابط الإنسانية
ولفت شي إلى “التقارب الطبيعي” بين الشعبين الصيني والفرنسي، داعياً إلى تعزيز التبادل الثقافي والتعليمي والعلمي، إضافة إلى توسيع الشراكات على مستوى الحكومات المحلية ومؤسسات البحث والتكنولوجيا.
اقرأ أيضًا:
كارلسون يواجه ألتمان: مقابلة حادة تعيد قضية انتحار مبرمج في الشركة إلى الواجهة

