أثارت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون موجة واسعة من الانتقادات بعدما حملت الشباب الأمريكي ووسائل التواصل الاجتماعي مسؤولية تنامي التعاطف مع الفلسطينيين، معتبرة أن ما يتعرض له الجيل الجديد من “محتوى مضلّل” على حد وصفها هو السبب وراء تحول مواقفهم من الكيان المحتل.
وقالت كلينتون خلال مشاركتها في مؤتمر إعلامي تابع للكيان المحتل إن كثيرًا من الشباب “أذكياء ومتعلمون لكنهم مخدوعون بفيديوهات مفبركة”، في إشارة إلى المحتوى المنتشر على TikTok ومنصات التواصل. تصريحاتها سرعان ما اعتُبرت استخفافًا بوعي الشباب وتجاهلًا للصور الحقيقية الواردة من غزة.
انتقادات: تجاهل للواقع… وتبرير لسلوك الكيان المحتل
ورأى محللون أن كلينتون اختارت الهجوم على الجمهور بدلًا من الاعتراف بحقيقة أن سياسات الكيان المحتل في السنوات الأخيرة خصوصًا خلال الحرب على غزة هي التي دفعت الرأي العام العالمي، وخاصة الشباب، إلى تبني موقف أكثر نقدًا للكيان.
كما اتُّهمت بأنها تتبنى خطابًا “تقليديًا وقديمًا” يحمّل التكنولوجيا مسؤولية التحولات السياسية، بدل النظر في التجاوزات الميدانية التي وثّقتها منظمات حقوقية دولية.
مفارقة لافتة: إشادة نادرة وترحيب حذر
ورغم دفاعها القوي عن الكيان المحتل، أشادت كلينتون بصورة نادرة بمحاولات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتوصل إلى اتفاق للسلام في غزة، واعتبرت الأمر “خطوة مهمة”. إلا أن مراقبين رأوا في هذا الموقف محاولة لحجز موقع سياسي وسط تحولات المشهد الأمريكي تجاه الحرب.
خطاب يفاقم الانقسام
وبرأي خبراء، فإن تصريحات كلينتون الأخيرة تكشف عن هوة عميقة بين الطبقة السياسية الأمريكية والجيل الجديد، الذي بات يعتمد على مصادر مباشرة وشهادات ميدانية شكلت وعيه تجاه الصراع.
ويؤكد منتقدون أن خطاب كلينتون، بدل أن يقدّم حلاً، يُعيد إنتاج الرواية الرسمية التقليدية، ويزيد من الاستقطاب ويغذي الاتهامات بأن بعض الساسة الأمريكيين “أعمى عن رؤية معاناة المدنيين الفلسطينيين”.
صراع سرديات… ومستقبل غامض
وتأتي هذه التصريحات في لحظة تتسع فيها الفجوة بين الرأي العام العالمي والسردية التي يروّج لها الكيان المحتل، بينما يتزايد الاعتماد على وسائل التواصل كمنصة لبناء وعي جديد حول الصراع.
اقرأ أيضًا:
أوروبا تتهم بوتين بالتظاهر بالسعي للسلام بعد محادثات مطوّلة مع مبعوثين أمريكيين

