في مقابلة مثيرة للجدل أثارت تفاعلاً واسعًا في الأوساط التقنية والإعلامية، واجه الإعلامي الأمريكي الشهير تاكر كارلسون الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI سام ألتمان بأسئلة مباشرة وقاسية حول وفاة المبرمج والباحث السابق في الشركة سوتشير بالاچي، الذي عُثر عليه ميتًا العام الماضي في ظروف ما زالت محل جدل كبير.
بدأت المقابلة بطابع هادئ قبل أن يتحول الحوار إلى مواجهة مباشرة حين طرح كارلسون ملف وفاة بالاچي، مشيرًا إلى أنه كان قد وجّه اتهامات للشركة باستخدام مواد محمية بحقوق نشر في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، قبل أن تنتهي حياته فجأة داخل شقته في سان فرانسيسكو.
وأشار كارلسون إلى وجود “أسئلة كثيرة بلا إجابات” حول ما إذا كان بالاچي قد انتحر بالفعل، كما ذكرت الشرطة، أم أن هناك ما يدعو للشك، مستندًا إلى ما قال إنه “علامات نضال” داخل الشقة و”أسلاك كاميرات مقطوعة”، حسب ما ورد في تقارير صحفية أمريكية. وتساءل كارلسون بشكل مباشر:
“هذا شخص انتقد شركتك… وبعد أيام يُعثر عليه ميتًا. هل نحن أمام انتحار حقًا؟”
ظهر ألتمان متماسكًا لكنه بدا متوترًا من حدة الأسئلة، قائلاً إن وفاة بالاچي “مأساة إنسانية” وإنه كان يعتبره “صديقًا”، لكنه أكد أنه لا يرى أي دليل يتعارض مع نتائج التحقيق الرسمي الذي صنّف الحادثة على أنها انتحار بطلقة نارية، لافتًا إلى أن السلاح الذي استخدم “كان مسجلاً باسمه”.
وأضاف ألتمان:
“اطلعتُ على كل المعلومات، وعلى تقارير الشرطة والطبيب الشرعي. كل الدلائل تشير إلى أنه انتحر، وليس هناك ما يثبت عكس ذلك.”
ثم تابع بنبرة استياء واضحة:
“لم أجرِ مقابلات كثيرة يتم فيها اتهام أحد بالقتل دون دليل.”
من جانبها، تؤكد عائلة بالاچي وناشطون في مجال حقوق الملكية الفكرية أن القضية تتطلب إعادة فتح التحقيق، خصوصًا بعد أن أشارت تقارير إعلامية إلى وجود “تناقضات” في ملف الحادثة، بينما يطالب البعض بإشراف جهات اتحادية مستقلة، معتبرين أن بالاچي “كان على موعد مع معركة قانونية كبرى” قبل وفاته.
وأعادت المقابلة إحياء الجدل حول الضغوط التي قد يتعرض لها المبرمجون والباحثون في شركات التقنية الكبرى، وسط تساؤلات عن مدى الحماية التي يحصل عليها من يُبلّغ عن تجاوزات داخل الشركات العملاقة.
ورغم أن التحقيق الرسمي لم يُشر إلى وجود جريمة، إلا أن الجدل الشعبي والإعلامي لا يزال يتصاعد، خصوصًا بعد أن ساهمت مقابلة كارلسون في فتح النقاش مجددًا على نطاق واسع، ودفع كثيرين إلى التساؤل عمّا إن كانت هناك فصول غير معلنة من القصة لم تُكشف بعد.
وتبقى روايتان متصارعتان:
رواية رسمية تؤكد الانتحار، ورواية إعلامية وشعبية تشكك فيه.
وفي غياب دليل قاطع، تبقى القضية مفتوحة على احتمالات عديدة، بينما تتعرض شركة OpenAI لضغط متزايد للكشف عن كل ما يتعلّق بملف المبرمج الراحل.
اقرأ أيضًا:
هيلاري كلينتون تثير جدلًا باتهاماتها للشباب الأمريكي وموقفها من الكيان المحتل
