كشفت تقارير دولية خلال الأيام الماضية أن الحكومة السودانية عرضت على روسيا اتفاقاً يمتد لـ 25 عاماً لإنشاء قاعدة بحرية على ساحل البحر الأحمر قرب مدينة بورسودان، في خطوة تعكس تحولاً لافتاً في مسار علاقات الخرطوم مع موسكو، وسط تنافس إقليمي ودولي متصاعد على هذا الممر البحري الحيوي.
تفاصيل العرض السوداني
وبحسب ما نقلته صحيفة وول ستريت جورنال وعدد من وسائل الإعلام الدولية، فإن العرض تضمن ما يلي:
- موقع لوجستي وبحري قادرًا على استقبال أربع سفن حربية، بينها سفينة تعمل بالطاقة النووية.
- السماح لموسكو باستخدام القاعدة لمدة 25 عاماً قابلة للتجديد.
- حصول السودان في المقابل على أسلحة ومعدات عسكرية متطورة، إضافة إلى دعم روسي للقوات المسلحة السودانية في مجالات التدريب والتحديث التقني.
خلفية المفاوضات وأهمية الموقع
المقترح الجديد يأتي بعد أعوام من مفاوضات غير مكتملة بين الخرطوم وموسكو، حيث سبق أن تم تأجيل مشروع القاعدة خلال الحكومات الانتقالية السابقة نتيجة ضغوط غربية وخلافات داخلية حول توقيت وطبيعة الاتفاق.
وفي نسخته الأخيرة، تشير التقارير إلى أن العرض قُدّم في أكتوبر 2025، بينما بدأ تداوله في الإعلام الدولي خلال ديسمبر 2025 بعد اتساع دائرة المشاورات بين الجانبين.
أهمية الموقع الاستراتيجي
يمثل البحر الأحمر واحداً من أكثر الممرات البحرية استراتيجية في العالم، ويُعد السودان من الدول القليلة التي تمنح منفذاً مباشراً نحو:
- باب المندب
- قناة السويس
- خطوط تجارة آسيا – أوروبا
ويتيح الموقع المقترح لروسيا تعزيز حضورها البحري قرب ممرات تجارية عالمية، وتوسيع نفوذها في أفريقيا شرقاً.
ردود الفعل الدولية وموقف السودان
حتى اللحظة، لم يصدر تعليق رسمي من الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي، لكن مراقبين يتوقعون:
- معارضة غربية لأي توسع روسي في البحر الأحمر.
- قلق مصري وسعودي من تغيير موازين القوة البحرية في المنطقة.
- ترحيباً روسياً باعتبارها أول قاعدة بحرية لموسكو في أفريقيا.
الدوافع الداخلية للسودان
لم تُعلن الحكومة السودانية تفاصيل رسمية حول العرض، لكن مسؤولين مقربين من المجلس السيادي أكدوا أن البلاد تبحث عن دعم عسكري سريع في ظل الحرب الداخلية المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، وهو ما يجعل التعاون مع روسيا خياراً مطروحاً على الطاولة.
ويعد هذا التطور من أبرز التحركات الجيوسياسية في البحر الأحمر خلال 2025، مع توقعات بأن تتضح ملامح الاتفاق خلال الأسابيع المقبلة في حال وافقت موسكو على بنوده النهائية.

