بعث مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، فو تسونغ، رسالة جديدة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ردّ فيها بقوة على الموقف الياباني الأخير، رافضاً ما وصفه بـ”الادعاءات غير المعقولة” التي تضمنتها رسالة المندوب الياباني بتاريخ 24 نوفمبر.
الرسالة، التي ستُعمّم على جميع الدول الأعضاء كوثيقة رسمية للجمعية العامة، شدّدت على أنّ الأزمة الحالية بين بكين وطوكيو بدأت بسبب تصريحات “استفزازية” لرئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايشي خلال جلسة البرلمان في 7 نوفمبر، عندما قالت إن “أي طارئ في تايوان قد يشكّل تهديداً لوجود اليابان”، في إشارة إلى إمكانية التدخل العسكري.
فو اعتبر هذه التصريحات “انتهاكاً صارخاً لنتائج الحرب العالمية الثانية وللنظام الدولي ما بعد الحرب، وخرقاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة”.
الصين تسأل: ما هي “المواقف الثابتة” لليابان؟
وتساءل المندوب الصيني عن ما وصفته طوكيو بـ”الموقف الثابت” حيال قضية تايوان، مؤكداً أن اليابان تتجنب توضيح موقفها الحقيقي.
وأشار فو إلى أن الوثائق القانونية الدولية بما فيها إعلان القاهرة وإعلان بوتسدام ووثيقة استسلام اليابان تثبت أن تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية. كما ذكّر بالبيان المشترك بين الصين واليابان لعام 1972 الذي اعترفت فيه طوكيو بالحكومة الصينية كالممثل الشرعي الوحيد للصين، وبأن تايوان جزء من الأراضي الصينية.
بكين تتهم طوكيو بمخالفة التزاماتها التاريخية
وقال فو إن تصريحات تاكايشي “تتعارض بشكل جوهري مع الالتزامات اليابانية الموقّعة منذ عقود”، متسائلًا: “كيف تتوقع اليابان أن تكسب ثقة المجتمع الدولي بعد هذا التراجع العلني؟”
الصين: اليابان تبتعد عن الدفاع وتعود إلى التسلّح
ورفض فو أيضاً ادعاء اليابان بأنها تلتزم بـ”استراتيجية دفاعية حصراً”، قائلاً إن حديث تاكايشي عن احتمال تدخل عسكري في قضية تايوان “يتجاوز بكثير مفهوم الدفاع الذاتي”.
وأشار إلى سلسلة خطوات شهدتها اليابان في السنوات الماضية، مثل:
• زيادة ميزانية الدفاع لمدة 13 سنة متتالية،
• تعديل مبادئ تصدير السلاح،
• بدء تصدير الأسلحة الفتاكة،
• مناقشات حول تغيير مبادئ منع السلاح النووي.
وأوضح أن هذه التحركات “تكشف سعي اليابان للتحرر من القيود العسكرية ما بعد الحرب وإعادة بناء قدرات عسكرية هجومية”، داعياً المجتمع الدولي إلى “اليقظة تجاه خطر عودة النزعات العسكرية اليابانية”.
الصين: تصريحات تاكايشي دمّرت الثقة السياسية
وختم فو رسالته بالتأكيد على أن “الثقة السياسية بين الصين واليابان تضرّرت بشكل بالغ”، وأن طوكيو إن كانت ترغب فعلاً بعلاقات مستقرة، فعليها:
• تأكيد التزامها الصريح بمبدأ الصين الواحدة،
• سحب التصريحات “الخاطئة”،
• احترام الوثائق والاتفاقيات السياسية الموقّعة بين البلدين.
وحذّر قائلاً: “على اليابان أن تتحمّل جميع العواقب إذا واصلت هذا المسار”.
اقرأ أيضًا:
