أثارت تصريحات البابا ليو الرابع عشر، التي شدد فيها على أن قيام دولة فلسطينية مستقلة هو “الحل الوحيد” للصراع مع إسرائيل، موجة واسعة من التفاعل في الأوساط الإعلامية والسياسية الغربية، وفي الولايات المتحدة على وجه الخصوص، حيث اعتُبر كلامه واحداً من أقوى التصريحات الصادرة عن الفاتيكان منذ سنوات بشأن النزاع الفلسطيني–الإسرائيلي.
إعلام غربي يعتبر تصريح البابا “عودة لثقل الفاتيكان” في الملف الفلسطيني
تناولت وسائل الإعلام الغربية الكبرى – مثل رويترز والأسوشييتد برس وABC News وCBS – تصريح البابا بوصفه تدخلاً اخلاقياً وسياسياً يعيد الفاتيكان إلى مركز التأثير الدولي في قضية تُعد من أعقد ملفات الشرق الأوسط.
• وكالة رويترز ركزت على أن البابا أعاد تأكيد موقف الفاتيكان في لحظة تتصاعد فيها الانتقادات العالمية لإسرائيل، مشيرة إلى أن تصريحه «جاء في توقيت حساس» مع تزايد الدعوات الأوروبية لإحياء مسار الدولتين.
• أسوشييتد برس (AP) وصفت الموقف بأنه «رسالة مباشرة غير مسبوقة»، معتبرة أنه موجّه إلى كل من تل أبيب وواشنطن، خاصة في ظل “تراجع الأمل” في الحل السياسي خلال السنوات الأخيرة.
• شبكة ABC News أشارت إلى أن البابا استخدم لغة “أكثر وضوحاً من أسلافه”، في إشارة إلى وصفه حل الدولتين بأنه “الوحيد”، مضيفة أن الفاتيكان بات أكثر جرأة في تناول النزاع بعد الأزمة الأخيرة في غزة.
• CBS News ربطت بين تصريح البابا والزيارات الدبلوماسية المكثفة للقيادات المسيحية والحقوقية مؤخراً إلى غزة والضفة، مؤكدة أن هذا يضع ضغوطاً معنوية على الحكومات الغربية لإعادة تقييم سياساتها تجاه إسرائيل.
إعلام تحليلي ينتقد إدارة بايدن–ترمب الحالية ويعتبر تصريح البابا “اختباراً لها”
في الصحافة الأمريكية التحليلية، خيّم سؤال رئيسي على التغطية:
هل ستتجاوب واشنطن مع دعوة البابا أم تتجاهلها؟
• تقارير في واشنطن بوست ونيويورك تايمز أشارت إلى أن الولايات المتحدة تواجه “تحدياً اخلاقياً وسياسياً” بعد تصريحات البابا، خاصة وأن الإدارة الأمريكية كانت مؤخراً تحاول الموازنة بين دعم إسرائيل والضغوط الداخلية والدولية بشأن وقف الحرب.
• محللون اعتبروا أنه رغم أن تصريح البابا لا يغير السياسات الأمريكية بشكل مباشر، إلا أنه يعزز خطاب المطالبة بإحياء حل الدولتين في أروقة الكونغرس والإعلام.
• بعض المقالات التحليلية رأت أن كلام البابا يمثل “إحراجاً دبلوماسياً” لواشنطن، لأنها الطرف الأكثر تأثيراً على إسرائيل، في حين تتزايد الانتقادات الحقوقية الدولية ضد العمليات العسكرية الإسرائيلية.
تفاعل الجمهور الغربي: تضامن لافت في السوشيال ميديا
على منصات التواصل، شهد تصريح البابا انتشاراً واسعاً:
• آلاف التغريدات في أوروبا وأمريكا الشمالية اعتبرت أن حديث البابا «صوت عالمي أخلاقي» يعيد التركيز على الحقوق الفلسطينية.
• مجموعات دينية مسيحية رحّبت بالموقف، معتبرة أنه يعكس “جوهر الرسالة المسيحية” في الدفاع عن العدالة.
• في المقابل، عبّر نشطاء موالون لإسرائيل عن غضبهم، واتهم بعضهم البابا بتبني “خطاب سياسي منحاز”.
الولايات المتحدة الرسمية: صمت محسوب
حتى الآن، لم تُصدر الإدارة الأمريكية تعليقاً مباشراً على تصريح البابا، وهو ما فسره محللون بأنه محاولة لتجنب الدخول في سجال ديني–سياسي في لحظة تشهد مفاوضات دقيقة بين واشنطن وتل أبيب وقيادات فلسطينية وعربية.
لكن مسؤولين سابقين في الخارجية الأمريكية صرحوا لوسائل إعلام بأن:
“الفاتيكان يملك تأثيراً معنوياً كبيراً، وموقف البابا قد يحرك ملفات كانت متجمدة لسنوات.”
خلاصة تحليلية
تصريحات البابا أحدثت تأثيراً مضاعفاً لأنها جاءت في فترة تضطر فيها الحكومات الغربية لإعادة التفكير في سياساتها تجاه الشرق الأوسط، وفي وقت تتزايد فيه الضغوط الشعبية والإعلامية لإنهاء النزاع.
ويمكن تلخيص المشهد كالتالي:
• الدول الغربية ترى في الدعوة رسالة أخلاقية قوية.
• الإعلام الأمريكي يعتبرها اختباراً لقيادة واشنطن الدولية.
• الجمهور الغربي تفاعل معها بتعاطف واسع تجاه الفلسطينيين.
• السياسيون في أمريكا وأوروبا يتعاملون معها بحذر لأنها قد تؤثر على التحالفات مع إسرائيل.
اقرأ أيضًا:
البابا ليو: الدولة الفلسطينية هي “الحل الوحيد” لإنهاء الصراع مع إسرائيل
