واشنطن / ميامي – أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن المحادثات التي جرت في ولاية فلوريدا مع الوفد الأوكراني حول خطة لإنهاء الحرب الروسية–الأوكرانية كانت «بنّاءة»، مؤكداً في الوقت نفسه أن «هناك المزيد من العمل المطلوب» قبل الوصول إلى اتفاق نهائي.
الاجتماع، الذي عُقد في هالانديل بيتش شمال ميامي، حضره وفد أوكراني برئاسة روستِم عُميروف، سكرتير مجلس الأمن القومي الأوكراني وكبير المفاوضين الجدد، وذلك بعد استقالة المستشار السابق للرئيس الأوكراني أندري يرماك عقب مداهمة مكافحة الفساد لمنزله.
كما شارك في المحادثات مبعوث الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف وصهر الرئيس جاريد كوشنر، بينما يستعد ويتكوف للتوجه إلى موسكو الأسبوع المقبل لإجراء مباحثات مباشرة مع المسؤولين الروس بشأن الخطة المعدّلة للسلام.
خطة أمريكية مثيرة للجدل
وأتت هذه الجولة من الحوار بعد تسريب خطة سلام أمريكية من 28 بنداً أثارت قلق كييف وعدد من الحلفاء الأوروبيين، بسبب ما اعتُبر ميلاً لصالح موسكو على حساب المطالب الأوكرانية، خاصة فيما يتعلق بالمناطق التي ضمّتها أو تسيطر عليها روسيا منذ عام 2014 وحتى الغزو الواسع في فبراير 2022.
روبيو شدد خلال الاجتماع على أن الهدف «ليس فقط إنهاء القتال»، بل ضمان شروط تتيح لأوكرانيا «الاستقلال والسيادة والازدهار على المدى الطويل»، مضيفاً: «لقد حققنا تقدماً، لكن ما زال أمامنا الكثير».
تصريحات الوفد الأوكراني
من جانبه، قال عميروف في افتتاح الجلسة إن أوكرانيا تبحث «ضمان مستقبل آمن، ومنع تكرار العدوان، وبناء دولة مزدهرة»، مؤكداً أن «الولايات المتحدة تستمع، وتدعم، وتعمل إلى جانب أوكرانيا».
ووصف لاحقاً المحادثات بأنها «ناجحة ومثمرة»، بينما أكد روبيو أنها كانت «مفيدة وبنّاءة للغاية»، رغم صعوبة بعض الملفات العالقة.
مصدر مقرّب من الوفد الأوكراني صرّح لوكالة فرانس برس بأن المحادثات كانت «غير سهلة»، لكنه أكد أن «الجميع يحاول أن يكون بنّاءً للتوصل إلى حل».
تحركات دبلوماسية متسارعة
وفي سياق متصل، من المقرر أن يزور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي العاصمة الفرنسية باريس يوم الاثنين للقاء الرئيس إيمانويل ماكرون، أحد أبرز الداعمين الأوروبيين لكييف.
وتأتي هذه التحركات في وقت دخلت فيه الحرب عامها الرابع، بعدما خلّفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى بين الجنود والمدنيين، وأكثر من سبعة ملايين لاجئ منذ الغزو الروسي في 24 فبراير 2022.
كما تعود جذور النزاع إلى عام 2014 عندما أطاحت الثورة الشعبية بالرئيس الموالي لروسيا، لترد موسكو بضم شبه جزيرة القرم ودعم الانفصاليين في شرق أوكرانيا.
اقرأ أيضًا:
إيران وتركيا تبحثان تعزيز التعاون التجاري والاستثماري خلال مباحثات رسمية في طهران

