أعلنت شرطة ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية تفكيك شبكة دولية خطيرة متورطة في إنتاج وتوزيع مواد استغلال جنسي لأطفال، وذلك بعد اعتقال أربعة رجال في مداهمات متزامنة نُفّذت في عدة ضواحي بمدينة سيدني، ضمن عملية وصفتها السلطات بأنها من “أكبر الضربات” التي تُوجَّه لجريمة الاستغلال الجنسي عبر الإنترنت.
وقالت الشرطة إن التحقيق، الذي قادته وحدة مكافحة استغلال الأطفال الإلكتروني، كشف أن المجموعة كانت تتداول مواد اعتداء تتضمن أطفالاً من أعمار مختلفة، من الرضع وحتى 12 عاماً، بعضها يحمل طابعًا طقوسيًا “شاذًا”، ما أثار صدمة واسعة في الأوساط الأمنية والإعلامية داخل البلاد.
ووجّهت للمتهمين وهم رجال تتراوح أعمارهم بين 26 و46 عاماً تُهمًا متعددة تشمل إنتاج وحيازة وتوزيع مواد إساءة جنسية للأطفال، إضافة إلى اتهامات أخرى تتعلق بمحتوى شديد الخطورة. وأكدت الشرطة أن أحد الموقوفين يُعتقد أنه يلعب دورًا محوريًا في الشبكة، التي يُشتبه بصلاتها بمجموعات خارج أستراليا.
وخلال العملية، صادرت القوات الأمنية أجهزة إلكترونية ووسائط تخزين يُعتقد أنها تحتوي على آلاف الملفات، كما تم حجز ممتلكات ومراجعة اتصالات مشفّرة كانت تُستخدم لنشر المحتوى عبر منصّات يصعب تتبّعها.
وأوضحت شرطة نيو ساوث ويلز أن التحقيقات لا تزال مستمرة لتحديد الضحايا المحتملين داخل أستراليا وخارجها، وللوصول إلى بقية أفراد الشبكة الدولية، مؤكدة أن “حماية الأطفال ستظل أولوية قصوى، ولا أحد سيُسمح له بالاختباء خلف العالم الرقمي”.
وقد تم رفض طلبات الإفراج بكفالة للمشتبه بهم، على أن تُعقد جلسة محاكمة أولية في يناير 2026، بينما تتواصل جهود التعاون مع وكالات إنفاذ القانون الدولية.
وتعد هذه القضية من أبرز قضايا الاستغلال التي تشهدها أستراليا في السنوات الأخيرة، وتسليط الضوء عليها يعكس حجم التحدي المتنامي الذي تفرضه الجرائم الإلكترونية العابرة للحدود، خاصة تلك التي تستهدف الفئات الأكثر ضعفًا.
اقرأ ايضًا:
النيابة العامة تُشكّل فريقاً متخصصاً لمكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص وتهريب المهاجرين

