شهدت الحرب الروسية الأوكرانية خلال الساعات الاخيرة تصعيداً لافتاً، وسط تباين واضح بين الروايات الروسية والأوكرانية حول طبيعة الضربات وحجم الخسائر. ففي أوكرانيا، أفادت وسائل الإعلام المحلية بأن العاصمة كييف ومحيطها تعرّضتا لهجوم ليلي مكثف استخدمت فيه القوات الروسية طائرات مسيّرة وصواريخ موجّهة، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخرين، إضافة إلى أضرار في مبانٍ سكنية وانقطاع للكهرباء في عدد من الأحياء شمال المدينة.
السلطات الأوكرانية أكدت أن دفاعاتها الجوية تمكنت من إسقاط غالبية المسيّرات، لكنها أشارت إلى أن الهجوم كان “واسعاً ومركّزاً”، واستهدف مناطق مأهولة، مما أسفر عن اندلاع حرائق ودمار جزئي في بعض المباني. كما أعلنت كييف تنفيذ ضربات بحرية بطائرات مسيّرة استهدفت ناقلتي نفط روسيتين في البحر الأسود، تقول أوكرانيا إنهما جزء مما يُعرف بـ “أسطول الظل” الذي تستخدمه موسكو للالتفاف على العقوبات الغربية.
في المقابل، نقلت وسائل الإعلام الروسية رواية مغايرة، حيث أعلنت وزارة الدفاع في موسكو إسقاط 103 طائرات مسيّرة أوكرانية خلال ليلة واحدة في مناطق بريانسك وبيلغورود وكراسنودار، مؤكدة أن روسيا أحبطت “هجوماً واسعاً” استهدف مواقع مدنية وعسكرية داخل الأراضي الروسية. وقللت المصادر الروسية من أهمية الهجمات الأوكرانية على ناقلات النفط، مؤكدة أن السفن كانت فارغة وأن الأضرار محدودة.
وتزامن التصعيد الميداني مع تحركات سياسية على الجانبين؛ إذ تحدث الإعلام الأوكراني عن زيارة وفد رسمي إلى واشنطن لمناقشة مبادرة سلام مطروحة من الإدارة الأميركية، فيما شددت وسائل الإعلام الروسية على أن موسكو لا تعارض الحوار، لكنها تربط أي عملية تفاوض باعتراف كييف “بالواقع الجديد على الأرض”.
وبين هذا وذاك، تواصل الحرب مسارها التصاعدي، معتمدَة بشكل متزايد على المسيّرات والهجمات البحرية، فيما تبقى فرص التهدئة مرتبطة بحسابات ميدانية وسياسية لم تنضج بعد.
اقرأ أيضًا:
أوكرانيا تستهدف ناقلات نفط لـ“الأسطول الظلّي” الروسي في البحر الأسود
